«الصحف» تجاهلت التفريق بين أصحاب التصاريح والبلطجية.. وتبنت وجهة نظر الأمن

تفاوتت درجة اهتمام الصحف الصادرة صباح الأربعاء بالحملة الأمنية التى نفذتها وزارة الداخلية بالاشتراك مع الشرطة العسكرية فى شوارع وسط البلد الأسبوع الماضى، من أجل «إعادة الانضباط إلى الشارع»، حيث أفردت كل من الأهرام والأخبار والجمهورية مساحات واسعة للحملة وأشارت لها على صدر صفحاتها الأولى واكتفت جريدة الوفد بخبر فى إحدى الصفحات الداخلية فيما تجاهلت غالبية الصحف المستقلة الحملة.
استخدمت الصحف الثلاث القومية لفظ «البلطجة» بمشتقاته للدلالة على أهمية الحملة فى إعادة «الأمن» إلى الشارع، وفى أثناء ذلك لم تفرق بين الباعة الجائلين والبلطجية، ولم تفرق بين الباعة الجائلين الذين لديهم تصاريح ومن ليس لديهم تصاريح للدرجة التى أبرزت فيها جريدة «الأخبار» إزالة «استاندات» بائعى الصحف فى شارع 26 يوليو ضمن ما تمت إزالته فى الحملة مع أن توزيع الصحف سيتأثر بهذة الحملة. واللافت للنظر هو أن الصحف وهى تبرز هذه الحملة الأمنية الضرورية بالطبع لإعادة الانضباط لشوارع وسط البلد، لم تهتم بالأوضاع التى أجبرت الباعة على العمل كباعة جائلين، وهى البطالة والتهميش الاجتماعى. وتناول هذه القضايا هو وحده الكفيل بعدم تكرار الظاهرة، أما التعامل الأمنى معها والذى اهتمت به الصحف فهو ما سيؤدى إلى تكرارها.
نشرت الأهرام فى صفحتها الأولى «1000 ضابط وجندى يزيلون 500 مخالفة ب(26 يوليو) لاستعادة هيبة الدولة» وفى داخل الجريدة نشر الخبر بعنوان «الشرطة العسكرية ووزارة الداخلية فى حملة أمنية موسعة للقضاء على (البلطجة) وإزالة الإشغالات والأسواق العشوائية».
فى جريدة الجمهورية جاءت الإشارة فى الصفحة الأولى بها تحت عنوان «الجيش والشرطة معاً.. لانضباط القاهرة»، وجاء التقرير فى الصفحات الداخلية بعنوان «الجيش والشرطة يعيدان الانضباط لوسط العاصمة».
إشارة «الأخبار» فى صفحتها الأولى كانت «حملة كبرى لإزالة الإشغالات بمدينة القاهرة»، وجاء الخبر داخل الجريدة بعنوان «حملة للجيش والشرطة لتطهير العتبة والتوفيقية من الباعة الجائلين»، وجاء فى التفاصيل أنه «تم ضبط عدد من البلطجية حاولوا الاعتراض على رفع بضاعتهم من نهر الطريق من أعلى الأرصفة»!. وجاء أيضا «وقد تم رفع عشرات الإشغالات والاستاندات الخاصة بالكتب والصحف، كما تمت إزالة عشرات المأكولات والمشروبات».
وامتلأت الأخبار والمتابعات المنشورة بأسماء ورتب الضباط بين قائد ومشارك ومشرف فى الحملات ومدل بتصريحات، فعلى سبيل المثال احتوت المتابعة التى نشرتها الجمهورية يوم الأربعاء أسماء ستة لواءات وعميد وعقيد من الشرطة، إلى جانب اسم اللواء السابق ونائب محافظ القاهرة، سيف الإسلام عبدالبارى، وهو ما يعيدنا إلى طريقة نشر الحوادث التى يتم فيها نشر أسماء الضباط من مدير الأمن حتى أمين الشرطة الذى ضبط الواقعة. وكان الخبر المنشور بجريدة الوفد هو الأكثر توازناً، حيث نشر فى صفحة داخلية تحت عنوان «حملة أمنية موسعة للجيش والشرطة لإخلاء وسط العاصمة من الباعة الجائلين».