وداعًا محمود رضا ساحر الاستعراض (ملف)

وصفته الصحف العالمية بأحد أهم المبدعين فى الفن المصرى، وشبهوه بالراقص الأمريكى الشهير «جين كلى»، لكن القدير محمود رضا اكتسب نجاحه وشهرته من مصريته، ونقله روح الفلكلور المصرى بكافة ألوانه إلى الخارج، وليبقى اسم محمود رضا خالدًا ومضيئا بين أساطير الفن المصرى داخليًّا وعالميًّا، جاب محافظات مصر ليتعرف على رقصاتها واستعراضاتها، وجاب العالم لينقل ويعرض ما يعبر عن الهوية المصرية، وأن يجعل الفنون الاستعراضية سفيرة لمصر، ولم تخرج عن الهدف الذى أراده صاحبها، فنقلت روح الفلكلور المصرى فى رقى وجاذبية.
تمتع محمود رضا بطموح وتحدٍّ وإصرار على تحقيق هدفه، جمع بين الجدية والحزم فى تنفيذ ما أراد، وفى إنسانيته ورقيه الذى تحدث عنه المحيطون به ومن عملوا معه، ليكون واحدًا ممن يملكون سيرة- جاءت بعد تعب- تستحق أن تروى وأن تبقى للأجيال القادمة ولمن أراد النجاح والتميز واعتلاء القمة من أهل الفن.
الراقص مع الحياة.. حتى الرقصة الأخيرة
ولد محمود رضا فى محافظة القاهرة عام 1930 وبدأ هاويًا للرقص الإيقاعى، محبًّا للرقصات الأوروبية التى كانت سائدة فى تلك الفترة السامبا والرومبا وغيرهما، تتلمذ على يد أخيه الأكبر المخرج على رضا، وتخرج فى كلية التجارة جامعة القاهرة عام 1954، عمل راقصًا فى العديد من الأفلام، وصمم العديد من الرقصات سواء فى الأفلام أو فى المسلسلات، كما لعب بطولة عدد من الأفلام التى اعتمدت على تخليد استعراضات الفرقة منها «غرام فى الكرنك» و«أجازة نص السنة». المزيد
رحلة صعود وصمود
محمود رضا نموذج تحدٍ وإصرار على النجاح، وهو ما تحدث عنه، فى لقاء سابق ببرنامج «سهرة شريعى».
■ كنت أخرج ليلًا بعد انتهائى من متابعة فيلم فى السينما، أدوَّر على شارع مظلم وخالٍ، أُجرب «النطة» فيه مثل الأفلام الاستعراضية الأمريكانى، التى كانت موضة فى الخمسينيات. المزيد
ورث عن والدته حب التنقل.. وأورث ابنته التحدى
علاقة مميزة ربطت الفنان محمود رضا بابنته الفنانة شيرين رضا، التى صمم من أجلها الاستعراضات لفوازير «الفنون» التى لعبت بطولتها، مع الفنان مدحت صالح فى بدايتها، لكن «شيرين» التى ترعرعت منذ الصغر على الرقص والاستعراضات فى فرقة والدها، ورافقته فى العديد من سفرياته بالخارج، كان لها مسلك آخر بعيد عن الاستعراض، وجلباب أبيها، لكنه يمت للفن بصلة قوية، وهو التمثيل، لتشق نجاحاتها منفردة بعيدة عن شهرته، كما ورثت «شيرين »عن أبيها التحدى والجرأة فى مواقفها وآرائها الصريحة والواضحة، حتى فى إعلانها قصر إجراءات دفن وعزاء والدها على أفراد العائلة، بسبب انتشار فيروس كورونا، وربما لتجنب ما يحدث من تزاحم فى جنازات المشاهير. المزيد
«زينب»: اختار الراقصين بعناية لأنهم يمثلون مصر
«كان فنانا حقيقيا لن يتكرر، وعزاؤنا الوحيد أن اسمه سيبقى خالدا فى التاريخ»، هكذا تحدث زملاء وتلامذة الفنان الكبير محمود رضا فى حزن وتأثر بالغ، يرثون ل«المصرى اليوم» ساحر الاستعراض، يتحدثون عن محمود رضا قيمة وقامة كبيرة ليس فى مصر فقط بل فى دول العالم أجمع، وقالت زينب شاهين من أوائل أعضاء الكورال فى فرقة رضا، وزوجة فاروق مصطفى الذى عمل راقصا بالفرقة وكان صديقا مقربا للفنان الراحل: محمود رضا كان فنانا حقيقيا لن يتكرر، فهو صاحب أول فرقة للرقص والفنون الشعبية فى مصر، أسسها على قواعد قوية لتستمر وتبقى ويذيع صيتها فى جميع أنحاء العالم، أسس محمود رضا فرقته وفقا لمعايير مهمة منها أنه كان يختار الراقصين والراقصات بعناية شديدة، وكان يجرى الاختبارات بناء على قدرتهم على تنفيذ الحركات وأداء الخطوات بإتقان وتميز، كما كان يهتم بالشكل الخارجى لأنهم سيمثلون مصر فى جميع أنحاء العالم، لذلك كان يختار أعضاء الفرقة باهتمام شديد. المزيد
فريدة فهمى: قدم الكثير للفن المصرى
الفنانة القديرة فريدة فهمى الراقصة الأولى سابقًا بفرقة رضا ورفيقة كفاح الفنان محمود رضا وزوجة شقيقه على رضا- نعته بكلمات مؤثرة «لقد رحل محمود رضا إلى السماء، بعد أن ترك مسيرة خالدة ورائعة، وعلينا جميعا فى وداعه أن نشكره على ما قدمه لمصر وللفن المصرى وللعالم، برقصاته وتصميماته ورؤاه». المزيد