عالم رياضى جديد لا مكان لنا فيه

تتغير قواعد وملامح الرياضة فى العالم حولنا بينما نكتفى نحن بالنظر تحت أقدامنا لنبقى أسرى قضايانا المحلية المكررة وصراعاتنا القديمة والدائمة.. فلم ننتبه مثلا لما قاله إينفانتينو، رئيس فيفا، أكثر من مرة بشأن كرة القدم التى ستتغير كل قواعدها وملامحها وحساباتها وأرقامها بعد وباء كورونا.. ولن ننتبه بالتأكيد إلى ما بدأ يفكر فيه توماس باخ، رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية، ويتحدث عنه للإعلام الرياضى الدولى.. ففى يوم الثلاثاء الماضى كان هناك اجتماع للجنة اللاعبين باللجنة الأوليمبية الدولية بناء على اقتراح لاعبة أمريكية أرادت مناقشة احتمال قيام لاعبات ولاعبين مستقبلا باحتجاج ضد العنصرية التى سمحت لشرطى أمريكى أبيض الشهر الماضى بقتل مواطن أمريكى أسود لمجرد أنه أسود.. وتعاطفت اللاعبات واللاعبون أعضاء اللجنة وطالبوا بالسماح لأى لاعب بإعلان تضامنه مع الموطن الأمريكى جورج فلويد دون أن يطاله أى عقاب.. الإضافة الوحيدة كانت من البطلة المصرية آية مدنى والنجمة العالمية فى الخماسى الحديث وعضوة اللجنة الدولية.. فقد طالبت آية بعدم معاقبة أى احتجاج للاعبة أو لاعب ضد العنصرية بكافة أشكالها دون اقتصارها على عنصرية العرق فقط.. فالعنصرية مرفوضة بكافة أشكالها سواء كانت ضد العرق أو الدين أو الجنس أو اللون.. وفى اليوم التالى وافق المكتب التنفيذى للجنة الأوليمبية الدولية على طلب لجنة اللاعبين.. وتحدث توماس باخ، رئيس اللجنة، عن رؤيته وأعلن أنه يعرف تماما أن ما طالبت به لجنة اللاعبين أصبح حقًّا لكل لاعبى العالم فى زمن تغيرت كل قواعده وحساباته وبات من حق أى لاعبة ولاعب التعبير عن آرائه ومواقفه تجاه قضايا الحياة بشرط احترام الروح الأوليمبية.. وتوقع صحفيون قريبون من توماس باخ نهاية عصر قديم كان الرياضيون فيه ممنوعين من التعبير عن آراء سياسية واجتماعية.. وستبحث اللجنة الأوليمبية الدولية قريبا معايير تحدد ذلك حتى إن كانت هناك ضرورة لتعديل بعض بنود الميثاق الأوليمبى نفسه.. ويتزامن ذلك من رؤى أخرى لتوماس باخ بشأن مستقبل الرياضة فى العالم الذى تتم حاليا صياغته من جديد ونحن بعيدون تماما عن ذلك.. لا نلتفت إلى ما يحدث ولا نتابعه ولا نتخيل حجم التغيير الهائل الذى سيطرأ على الرياضة كلها بعد كورونا.. والقوانين الجديدة والألعاب التى ستبقى أو تموت.. كأننا نصر على أن نبقى خارج هذا العالم ونكتفى بحروبنا الأهلية اليومية.