ترجع شهرة جان دارك إلى نجاحها في رفع حصار قوات الاحتلال الإنجليزية عن مدينة «أورليانز» الفرنسية عام 142، حيث استطاعت جان دارك لقاء الملك الفرنسى «شارل السابع» بمدينة «شينون» وأقنعته بالمهمة العسكرية التي نذرت نفسها لها، وهى تخليص أورليانز من براثن الإنجليز وتقدمت جان التي كانت تبلغ حينها 13عامًا على رأس جيش صغير. وتمكنت من الانتصار في معركة بمدينة «باتاى»وطردجيش الاحتلال من أورليانز، وعرفت جان دارك منذذلك الحين باسم«لابوسيل دورليانز» أي عذراء أورليانز ولدت جان دارك عام 1412 بمدينة «دومريمى»، وتعتبر من رموز مقاومة الاحتلال الإنجليزى أثناء حرب المائة عام، بين بريطانيا وفرنسا «1337-1453»ومن ثم فإن جان دارك لم تكن مجرد رمز لمقاومة المحتل، وإنما رمز للمقاومة النسائية في العالم. لقد وهبت جان دارك نفسها في عمر مبكر للكفاح والمقاومة ضد الإنجليز وأخفقت في «كوبيينى» قبل أن تصل إلى باريس، وسقطت في 23 مايو 1430 في أيدى «البورجينيين» نسبة إلى جنود دوق «بورجونى» المعارض لمقاطعة آرمانياك، وتم بيعها إلى الإنجليز بعد أن ألصقوا بها تهمة السحر وقدمت جان إلى محكمة كنسية ترأسها أسقف «بيير كوشون»، واعتُبرت بموجب قرار المحكمة ملحدة ومرتدة وهو ما ترتب عليه حرقها حية بمدينة روون في إقليم نورماندى «زي النهارده»فى 30مايو 1431. وكان عمرها آنذاك 19 عامًا، تم تناول سيرتها في أكثر من فيلم، منها بعنوان«آلام جان دارك» ويعد من أشهر100 فيلم في السينما العالميةكما ظلت مصدرإلهام للعديد من المبدعين الفرنسيين وخرجت الكثيرمن الأعمال الأدبية التي تروى قصتها، ومن أشهر هذه الأعمال قصيدة«كريستين دو بيزان» في 1429 وكانت جان داراك لا تزال على قيد الحياة وحملت عنوان:«جان دارك» وكذلك المأساة المسرحية التي وضعها الأديب«شولر» عام 1801، وجاءت تحت عنوان: «عذراء أورليانز»كما وضع«شارل بيجى»فى 1897 المأساة الثلاثية التي حملت عنوان: «جان دارك»وفى 1928أنتج «كارل دريير»فيلم «آلام جان دارك»ولأن جان دارك قروية وفلاحة فرنسية، بالأساس وشديدة الإيمان فلقد كانت ملحمتها شديدة الخصوبة وشكلت إغواء للمخيلة القروية التي نسجت حولها الأساطير.