العالم يواصل تخفيف إجراءات العزل.. وربع مليون إصابة بالفيروس فى الشرق الأوسط

تواصل العديد من دول العالم العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية، مع تخفيف إجراءات العزل العام المفروضة منذ حوالى شهرين، لمواجهة جائحة وباء كورونا المستجد «كوفيد- 19»، الذى يواصل انتشاره بقوة فى دول، منها روسيا والهند، بينما أصاب أكثر من ربع مليون فى العالم العربى، وبلغ إجمالى الإصابات عالميا حوالى 4 ملايين و300 ألف، وأكثر من 290 ألف حالة وفاة، ودعت منظمة الصحة العالمية إلى «اليقظة التامة» فى التعامل مع رفع قيود العزل.
وفرضت موسكو ارتداء الكمامات والقفازات فى شبكات النقل العام، ولاتزال العاصمة الروسية خاضعةً لعزل عام، وبدأت مناطق أخرى فى البلاد الخروج التدريجى وتخفيف القيود، وسجلت روسيا، أمس، 10899 إصابة جديدة، وبلغ إجمالى المصابين 232243 شخصا، وهو ضعف عدد المصابين فى بريطانيا، وأجرت البلاد حوالى 5.8 مليون فحص، وسمحت سنغافورة بفتح بعض المتاجر والأعمال التجارية وصالونات تصفيف الشعر.
وفى باريس، هرع العشرات لتناول المشروبات على ضفاف نهر السين، فردّت الشرطة بمنع تناول الكحول فى الأماكن العامة، وفتحت أوكرانيا المطاعم، وقُوبلت خطة رئيس الوزراء البريطانى، بوريس جونسون، لرفع العزل بانتقادات، وأكدت نقابة المعلمين أن أساتذة المدارس يعارضون الحديث عن العودة إلى استئناف الدروس «ما لم يكن ذلك آمناً فعلاً»، وأعادت النرويج التلاميذ إلى الدراسة، وسيعود التلاميذ الأكبر سناً إلى مدارسهم الأسبوع الجارى.
ولم تسجل مدينة ووهان، وسط الصين، التى انطلق منها الفيروس، إصابات جديدة أمس، وقالت لجنة الصحة الوطنية فى الصين إن عودة الإصابات للظهور فى الأيام الماضية تشير إلى أن الوقت لم يحن لتخفيف قيود مكافحة الوباء. وتكافح كوريا الجنوبية بؤرة جديدة للوباء انطلقت من شاب زار عدة حانات وملاهٍ ليلية.
وأكد مسؤول الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، مايكل راين، على أن «اليقظة التامة ضرورية»، واعتبر أن بعض الدول اختارت «إغلاق عينيها والتقدم بشكل أعمى» لرفع العزل، دون أن تحدد بؤر الوباء أو أن تحضر إمكانيات كافية.
ورغم ارتفاع أعداد المصابين فى العديد من الأحياء الإيرانية، أعلنت السلطات إعادة فتح جميع المساجد أمس، لمدة 3 أيام فقط لإحياء ليال معينة فى شهر رمضان، وقال الرئيس الإيرانى حسن روحانى إن المدارس ستفتح أبوابها الأسبوع المقبل، وجاء ذلك بعد أداء صلاة الجمعة الماضية فى 180 مدينة تراجعت فيها الإصابات، ورفعت إيران الحظر عن التنقل بين المدن وفتحت المراكز التجارية، وبلغ إجمالى الوفيات بها 6685 حالة، و109286 إصابة، كما سجلت إسبانيا أمس أقل عدد إصابات بلغ 594، وارتفع الإجمالى إلى 228030، كما سجلت 176 حالة وفاة جديدة، وارتفع عدد المصابين فى دول الشرق الأوسط إلى 250 ألفا سُجلت أول 100 ألف إصابة منها خلال شهرين، وسُجلت ال100 الأخرى خلال أقل من أسبوعين.
وسيبدأ رفع العزل فى ولاية نيويورك الأمريكية، الجمعة المقبل، باستثناء مدينة نيويورك التى سجلت وحدها ربع الوفيات فى الولايات المتحدة، والتى تخطت 80 ألفا حتى أمس الأول، وحوالى مليون و390 ألف إصابة، وقال مكتب موظفى البيت الأبيض إنه يتوجب على طاقم الموظفين ارتداء كمامات طوال الوقت، إلا فى حالة جلوسهم أمام مكاتبهم، مع الحفاظ على المسافة المناسبة التى تنص عليها قواعد التباعد الاجتماعى مع زملائهم، بعد إصابة مساعدة لنائب الرئيس، مايك بنس، وأحد المعاونين الشخصيين للرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، وقال ترامب إنه طلب اتباع الإجراءات، وظهر دون كمامة بحديقة البيت الأبيض، وقال إنه ليس بحاجة إلى تغطية الوجه لأنه يحافظ على «الابتعاد عن الجميع»، وهوّن من شأن الإصابة فى البيت الأبيض، وقال إن «المئات من الأشخاص يتدفقون يوميا على البيت الأبيض»، مضيفا: «أعتقد أننا نبلى بلاء حسنا فى احتوائه»، فيما حذر كبير اختصاصيى الأمراض المعدية فى الولايات المتحدة، الدكتور أنتونى فاوتشى، فى شهادته أمام مجلس الشيوخ، من أنه إذا أعيد فتح الولايات بسرعة كبيرة فإن الأمريكيين سيواجهون معاناة وموتا لا داعى لهما، بحسب ما نقلت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
وأطلق صندوق الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» حملة لجمع 1.6 مليار دولار لمساعدة الأطفال الذين يعانون من أزمات إنسانية وتضرروا من كورونا، وقالت «يونيسيف»، فى بيان، إنها تلقت 215 مليون دولار منذ أواخر مارس الماضى، وأفادت المنظمة فى تقرير بأن نحو 77% من الأطفال، بما يبلغ 1.8 مليار طفل، يعيشون فى 132 دولة تفرض شكلا من أشكال القيود على الحركة، وكانت الأمم المتحدة طلبت 6.7 مليار دولار لمساعدة 63 دولة فى إفريقيا وأمريكا اللاتينية فى مكافحة الوباء.