أعتقد أنه لم يكن من قبيل المصادفة، ولا الغناء على النفس، ولا حتى من باب الإبداع بما يعنى الخروج عن المألوف للتعبير عن شهوة فى النفوس، أن يتغنى أجدادنا بتلك الأغانى عن النيل ك«أسمر ملك روحى» لسلطانة الطرب منيرة المهدية، و«النيل نجاشى» لمحمد عبدالوهاب موسيقار الأجيال، ولكن كان ذلك مبعثه وهدفه التعبير عما فى الشخصية المصرية من ملكات، وسمات اكتسبتها بفعل وفضل تأثرها بالنيل حالا ومآلا. ابتلينا بخلف لم يراع ميراث السلف، ولم يرع صلة وحرمة لجوار ووحدة متفردة ومتميزة، هكذا وفى ظل استبداد سياسى وفساد اقتصادى عمد هذا الخلف ليس فقط إلى تغيير التعابير ونمط الكلمات فى الأغانى.