«صائدة الجوائز» التي اقتنصها الموت.. «المصري اليوم» تنعي الزميلة غادة محمد الشريف

غيّب الموت الزميلة غادة محمد الشريف، الصحفية بالمصري اليوم، مساء الاثنين، عن عُمر يناهز 38 عامًا، إثر أزمة صحية، وكأنْ الموت أراد أن يُنهى رحلة أحلام الصحفية الشابة فجأة، دون سابق إنذار.
من هي غادة محمد الشريف؟
هل رأيتْ فتاة تحمل أحلامها على كتفيها يومًا وتسير بها آلاف الكيلومترات؟، هذا هو وصف «غادة»، الصحفية المُجتهدة التي تركت عائلتها في الإسكندرية، وجاءت رفقة أحلامها إلى القاهرة، عاشت أكثر من 10 سنوات مُغتربة داخل مدينة لا ترحم أحد، لكن حماسها وشغفها البِكر بمهنة الصحافة، جعلها واحدة من أفضل الصحفيّات في مجال صحافة المرأة.
«صائدة الجوائز»، لقب كثيرًا ما داعبنا به غادة، نظرًا لحصدها الدائم لجوائز التفوق الصحفي، وآخرها جائزة نقابة الصحفيين لعام 2019، فرع صحافة المرأة، عن موضوعي «قلبى على ولدي.. حجر»، وموضوع «الاغتصاب الزوجي جريمة خارج إطار القانون»، كما حصدت أيضًا جائزة مسابقة مصطفى وعلي أمين الصحفية، عن الأعمال المنشورة في عام 2019، عن قصة انسانية بعنوان «ليلة على الرصيف»، إذ قامت الصحفية الراحلة بمغامرة لرصد معاناة المشردين في الشوارع.
تخصّصت غادة في قضايا المرأة المصرية بمختلف ملفاتها، كما أنتجت عددًا كبيرًا من التحقيقات الاستقصائية والمعايشات الصحفية، أهلها للفوز بجائزة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية في دورتها الأولى عام 2017، وفي نفس العام فازت بجائزة سمير قصير لحرية الصحافة، كما فازت بعدة جوائز من نقابة الصحفيين، وجميعها على أعمالها حول قضايا المرأة.
«ضلّوا اتذكرونا».. جملة من كلمتين، مُقتبسة من أغنية للسيدة فيروز، وضعتها غادة في صورة على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، «فيس بوك»، بداية إبريل الجاري، وكأنها تُرسل سلامًا طويلاً لجميع أصدقائها ومُحبيها داخل الوسط الصحفي وخارجه، لم يعط القدر وقتًا إضافيًا لغادة كي تتسلّم جوائز تفوقها الصحفي الأخيرة، فأرسلت رسالة قصيرة لإحدى لزميلتها الصحفية ولاء نبيل، تقول: «لو جرى لى حاجة، استلمى الجوائز واديهم لأهلى، أنا خلاص مش حاسة إني بخير».
يقول الشاعر اللبناني وديع سعادة:
«الموت فسيح، يتَّسع لكل شيء. انسَ الأرضَ الكوكبَ الضيّق. وتَهادَ في فضائك الواسع، في عدمك. واضحكْ طويلاً»، تستطعين الآن أن تمدّ ضحكتكِ إلى الأبد الآن يا غادة.