الكنيست يدرس حجب الثقة عن نتنياهو بسبب «ثورة الخيام»

وسط تصاعد الاحتجاجات التى تجتاح إسرائيل تنديداً بالسياسة الاقتصادية والاجتماعية للحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، الثلاثاء، أن البرلمان الإسرائيلى (الكنيست) بحث سلسلة من مقترحات حجب الثقة عن حكومة نتنياهو، وأضافت الصحيفة أن عضو الكنيست عمير بيرتز- الذى ينوى الترشح لرئاسة حزب «العمل» - انتقد نتنياهو، قائلاً: «إن الشعب الإسرائيلى ضاق ذرعاً بسياسة الفساد الاجتماعى الراهنة ويرغب فى تحقيق العدالة الاجتماعية».
ونقلت الصحيفة عن عضو الكنيست إيلان جليون قوله: إن هناك أمراً يحدث وهو فى غاية الأهمية، حيث فتح الشعب الإسرائيلى عينيه وصاح: كفى كفى». فيما أعرب وزير جهاز حماية البيئة جيلاد يردن عن دعمه للمظاهرات الشعبية، إلا أنه انتقد من سماهم «العناصر المندسة التى تحاول استغلال الاحتجاجات لتحقيق أغراض سياسية».
وعلى صعيد متصل، لفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى تظاهر العشرات من المعلمين والطلاب فى إسرائيل مطالبين بتعليم أفضل ووقف خصخصة التعليم. ونقلت الصحيفة عن أحد المعلمين قوله: «قررنا إطلاق حملة مشتركة تطالب الحكومة الإسرائيلية بتحمل مسؤولية قطاع التعليم العام ووقف خصخصته لتضييق الفجوات وتحقيق فرص المساواة لجميع الطلاب».
كانت قد تصاعدت الاثنين حدة المظاهرات الغاضبة فى إسرائيل ضد حكومة نتنياهو بسبب ارتفاع أسعار السكن وغلاء المعيشة، وتوسعت حركة الاحتجاج التى تعرف ب«ثورة الخيام» أو «انتفاضة الطبقة الوسطى» للمطالبة بالعدالة الاجتماعية لتشمل 10 مدن إسرائيلية بمشاركة مابين 80 ألفا إلى 150 ألف متظاهر.
جاء ذلك فيما حذر وزير التجارة والصناعة الإسرائيلى السابق، عضو الكنيست عن حزب «العمل» بنيامين بن إليعازر من أن الاحتجاجات فى إسرائيل ضد السياسات الاقتصادية والاجتماعية ستشكل مع اندلاع احتجاجات فلسطينية متوقعة عقب مناقشة طلب الفلسطينيين الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة وعضواً بالأمم المتحدة فى سبتمبر المقبل، «حالة الطوارئ الأكثر تعقيداً منذ قيام إسرائيل فى عام 1948». ونقل موقع «عرب 48» الفلسطينى الإلكترونى عن بن إليعازر قوله ل«يديعوت أحرونوت»، الاثنين: «إن الاحتجاجات الاجتماعية مازالت فى بدايتها... وإنها متأثرة بموجة الاحتجاجات الكبرى بالعالم العربى»، وتابع قائلاً: «فى سبتمبر ستحدث احتجاجات لم نشهد مثيلا لها، فطاقات الفلسطينيين لم تتحرر بعد».
وعن الأزمة الداخلية، قال بن إليعازر: «إن المحتجين الذين نصبوا الخيام «هم نخب دولة إسرائيل وعليهم تقع أعباء الخدمة (العسكرية)، والخدمة بالاحتياط والعمل والضرائب، وهذا هو الجمهور الذى يدفع الثمن الأغلى، وإذا اضطروا للقتال غدا فإن ثمة علاقة بين طول نفس هذا الشعب ومناعته الوطنية، ولذلك فإن الأمر يواجه انهيارا كبيرا جدا».
وفى محاولة منه لإيجاد حل للأزمة، دعا بن إليعازر إلى تقليص ميزانية الأمن إلى جانب تجميد البناء بالمستوطنات، معتبراً أن مواصلة دعم الاستيطان «كارثة لإسرائيل».
وفى خطوة تهدف لإظهار التضامن مع المتظاهرين فى إسرائيل، ذكرت «يديعوت أحرونوت» الثلاثاء أن عدداً من الإسرائيليين المقيمين فى ألمانيا قاموا بنصب الخيام أمام السفارة الإسرائيلية فى برلين، فى أول رد فعل خارجى للاحتجاجات الإسرائيلية على أزمة أسعار السكن وغلاء المعيشة التى بدأت منذ أسبوعين.