خواجة بتاع موالد: كوستا المصرى «عفريت الموتوسيكل» فى حب مصر

المصري اليوم، أخبار اليوم من مصر

وسط صخب المولد، يبدو نداؤه مختلفاً «قرب قرب، اتفرج على الخواجة كوستا اليونانى، عفريت الموتوسيكل اللى بيلعب 14 لعبة موت، ما هو ده الراجل اللى بيمشى على الحيط»، فيقترب رواد مولد السيدة زينب من المنادى، ويدفع كل منهم جنيهين ليتمكن من رؤية كوستا.
داخل خيمة عملاقة توسطتها دائرة خشبية تابع الجمهور حركة الرجل الذى تجاوز السبعين، حيث وقف كوستا فى منتصف الدائرة، ركب الموتوسيكل، وسار به بشكل دائرى على الحائط الخشبى، الذى يصل ارتفاعه إلى 10 أمتار وصمم خصيصاً لأداء اللعبة، يستمر كوستا فى الدوران عدة مرات حتى يصل إلى حافة الحائط بحركات أكروباتية، فمرة يترك عجلة القيادة ويرفع يده ملوحاً للمتفرجين، وأخرى يضع علماً مزدوجاً لمصر واليونان على وجهه، والكثير من الحركات الأخرى التى تبهر الحضور فينفعل الحضور بالتصفيق، وتزيد ابتسامة وسعادة كوستا.
الخواجة كوستا ليس اسمه الحقيقى، لكنه الاسم الذى اختاره له رواد الموالد التى يرتادها، حيث يحرص نيقولايوس نوستادنيوس أو «الخواجة جوستا» على زيارة كل الموالد التى تقام فى مصر، منذ استقراره بها وتركه بلدته الأصلية «سالونيك باليونان» فى عام 1987. كوستا زار معظم الموالد الشعبية بجميع محافظات مصر، ورغم عدم إتقانه اللغة العربية، وحديثه بعربية ركيكة، فإنه يفهم لغة المصريين، وكان أول مولد حضره كوستا فى مصر فى منوف، وبعدها دمنهور، فضلاً عن الموالد الكبيرة، مثل السيدة زينب، والحسين، والعذراء، ويبرر هذا الحب: «مصر دى أم الدنيا، ومن ساعة ما الثورة قامت وأنا نفسى أشتغل فى التحرير، واللى بيتفرج علىّ وهو صغير بيجيب ولاده وييجى وهو كبير، أنا ابن بلد، مش خواجة»، ويضحك كثيراً ويضيف: «أقولك نكتة عن المنوفية». وعن سر اختياره هذه المهنة الخطيرة يقول «كوستا»: «هى اللى اختارتنى شفت واحد جارى بيلعبها، اتعلمتها منه ولما بقى عندى 16 سنة أصبحت محترفاً».
كوستا على قناعة حقيقية بأنه أحد أحفاد الإسكندر الأكبر، فهو من «سالونيك» بلدة الإسكندر، لكنه لا يملك حكمته، لذا فهو «قلقان على مصر أوى، من البلطجية وغياب الأمان بعد الثورة»، لكن ثمة بارقة أمل يراها: «يمكن لما تتعمل الانتخابات وييجى رئيس قوى البلد تبقى أحسن.. ربنا يستر».