طوفان من الأراء و الرؤى المتضاربة و المتشابكة يجتاح الحياة السياسية .... طامساً لخبرات و ثقافات مجتمعية متوارثة دون تقييم أو تقويم ... مخلفاً وراءه خواءً ذهنياً و فراغاً ثقافياً و أمية تعايشية وبدائية مجتمعية .. مهيئاً الجميع لغسيل دماغي يعيد صياغة و تشكيل المجتمع المصرى من جديد .... يتساوى فيه جميع أطياف المجتمع دون تمييز .... الأمر الذي يستلزم أعادة تدوير التجارب و القوالب النظرية و التطبيقية .... لأعادة تأهيل النسيج المجتمعي ليتقبل الفكر المواكب لمرحلة ما بعد التغيير .... و أعادة التدوير تفرض زخماً متواصلاً من الرؤى الصالحة و الطالحة بل و البدائية في الغالب الأعم ... و من ثم جدلاً و تلاسناً صاخباً يصل في كثير من الأحيان الي التشابك و التصادم المعنوى والمادى ... قد يصل الي الأقصاء و التصفية علي الصعيدين الفكرى والبدني ... فالجميع يكتشف و يكشف و يتكشف و يفرض و يرفض في ذات الوقت ... الخلاف سمة أساسية و الوفاق أستثناءً ان لم يكن مستحيلاً .... وهنا يصبح الواقع حائراً بين غوغائية المصلحة و همجية الهوى .... و بين وحشية فرض الهيبة و القانون .... حيرة ضبابية تسقط حائط الثقة المتوارث و تهمش المقدس المتواتر .... يتحول معها المجتمع الي كيان بدائي مهما توافرت له من مقومات ثورة العلم والتكنولوجيا ... تلتهمه نيران الطائفية و التحزب سنوات و سنوات ... و أعتقادى أن المهرب الأوحد و الوحيد من هذا المصير لن يكون سوى بفرض القانون و أعادة هيبة العدالة وكل ما هو مقدس من خلال قوة رادعة حازمة ... تبطش بكل متربص و مريب .... و تحمي الحقوق و أصحابها