بعد نشر مقالى الذى تحدثت فيه عن الإعلام المصرى، سألني أحدهم: ولم اختصيت الصحف دون أن أتعرض إلى التلفاز رغم أنه الأكثر انتشارا وتأثيرا من الكلمة المكتوبة؟ فقررت اليوم أن يكون مقالي عن برامج التوك شو بالتحديد، على اعتبار أنها الآن أكبر وسيلة جذب لمن يريد أن يعرف مايدور على ساحاتنا المصرية. حينما بدأت القنوات الفضائية فى بث هذه النوعية من البرامج قبل ما يقرب من الست سنوات التف حولها المشاهدون، لارتفاع سقف حرية طرح القضايا فيها فى وقت كان هذا بمثابة شيء جديد لم يتعودوا عليه، حتى أنها سرقت اهتمام المشاهد من برامج عديده أخرى، وأصبحت فيما بعد هى المصدر الأساسي للأخبار، وذلك لثقة المشاهد فى الخبر الذى يُقَدم لهم فى هذه البرامج عن الخبر الذى يقدمه لهم التلفاز الحكومي. بعد مرور السنوات ارتفع عدد هذه البرامج كثيرا، وبعدما كانت تُعد على أصابع اليد الواحدة، صار لايكفى لعدها حتى أصابع الكفين، حتى أنني حينما جلست لأفرزها أخطأت فى العدد مرات ومرات. مااكتشفته مؤخرا خلال الأيام الماضية أن هناك قنوات بدأت بثها ولا تملك برامج سوى برنامجها للتوك شو وتسائلت إلى هذه الدرجة أصبحت هذه البرامج ذات أهمية بالغة أم هناك أمور خلفيه وراء كل ذلك ؟ الذى أعجب له وأفكر فيه كثيرا هذه الفترة بالتحديد أن هناك تشابه يكاد يصل إلى حد التطابق فى القضايا التى تطرحها هذه البرامج وفى الضيوف، حتى أنه من الممكن أن أرى ضيفا فى برنامج يذاع فى التاسعة، ثم أجده فى برنامج توك شو آخر يذاع فى العاشرة، وأشعر حيال ذلك أن المشاهد قرب من الشعور بالملل من تشابه الوجوه والموضوعات، ولا أعلم ألا يدرون أن هذا ليس فى صالح برامجهم؟ أم أن الربح المادي وإيراد ماتدره عليهم الفقرات الإعلانية داخل البرنامج أنساهم ذلك ؟ أنا لا أعيب هنا الربح المادى بقدر ما أعيب ان يحمل البرنامج توجها محددا لايحيد عنه وهذا مابدأ المشاهد يشعر به الآن فى بعضا من هذه البرامج لانها تبدأ فى تبنى قضية ما وتبدا فى طرحها بالطريقه التى تضمن لها وصولها إلى المشاهد بالطريقه التى تريدها وبالطبع المشاهد سيقتنع بالرأى الذى بثه له البرنامج لثقته فى القناه وفى مقدمين البرنامج بغض النظر عن طريقة طرح ومناقشة القضيه وهل طُرحت بمصداقيه أو وفقا لتوجه ما هذه البرامج عليها الكثير من المسئوليه الآن فى التأثير على الرأى العام لذلك من الضرورى أن تتسم بالشفافيه والمصداقيه فى طرح قضاياها ويجب عليها الا تطرح سوى مايجب طرحه ليس من وجهة نظرها هى فقط بل من وجهة نظر الصالح العام للوطن حتى لو تعارض ذلك مع رؤيتها وتوجهاتها فمصلحة الوطن فى المقدمه ثم يلى بعد ذلك أى شيئ آخر هذه البرامج الآن وفى هذه المرحله بالتحديد تحتاج إلى التعامل مع كل مايُبث بمسئوليه أكبر فليس منطقيا أن تكون كل البرامج مبنيه فى الاساس على ردود الافعال إلا القليل منهاإين الحلول التى يقدمونها عند عرض المشكلات والقضايا المطروحه ؟؟ للاسف من يشاهد هذه البرامج الآن يشعر وكأن مصر تعيش عصر الظلام فكل مايُطرح سيئات ومشكلات اللهم إلا النادر منها يعرض لنا بعضا من الحلول والإيجابيات أتمنى فى الفتره القادمه أن نرى المزيد من الحياديه والعقلانيه والإيجابيه فى إعداد هذه البرامج وفى ضيوفهم وأن نجنب أمور الشعلله فى إختيار مواد الحلقات وضيوفهم اصحاب الآراء المخالفه دائما والتى تثير هياج الشارع نقطه أخيره ترددت كثيرا فى طرحها ولكن لانى وجدتها تلامس أساس مادعوت إليه فى موضوعى قررت طرحها وسأترك الراى للقارئ العزيز شاهدت اليوم وقبل كتابتى هذا المقال مباشرة مداخله إنتشرت على موقعى الفيسبوك وتويتر بشكل كبير مضمونها ان هناك شخص غير معلوم رافع دعوى بسحب الجنسيه من دكتور محمد البرادعى بالطبع بغض النظر عن شخصية البرادعى التى لاتحتاج إلى دفاع بالأخص فى هذا الموضوع وبغض النظر فى وجهة نظر رافع الدعوى اتسائل هل هذا الخبر يستحق من القناه التى إستضافت هذا الشخص عبر التليفون فى برنامجها للتوك شو لتأخذ منه تفاصيل الخبر ؟ هل هذه هى مهام البرنامج ؟ترويج أخبار اقل ماتوصف به "" بالسفاهه ""وعذرا على هذا اللفظ ألم تلاحظ هذه المذيعه وفريق الإعداد أنهم بهذا الشكل يروجون للخبر أم لان القناه لها توجها بعينه لجأت إلى ترويجه متبعه فى ذلك مقولة ناقل الكفر ليس بكافر هل هذا هو دور الإعلام من وجهة نظرهم ؟ لابد أن تنتبه هذه البرامج إلى الدور الخطير الذى تلعبه فى التأثير على الرأى العام لذلك لتجعل أولى أولوياتها الانحياز للحق لأنه هو الحقيقة وليس بالضروره نشر كل مايعرض بحجة نقل الواقع ولكن لابد ان يتميز الناقل بالحرفيه والمهنيه ويجنب الأخبار التى لاتقدم سوى مزيد من البلبله والتشتت للمشاهد . وإسمحولى من منبرى هذا أن اقدم تحية إحترام وتقدير للاستاذ يسرى فوده فبرنامجه آخر كلام مثال راق لمثل هذه البرامج حفظ الله مصر