أعلن الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، أمس، نجاح البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فى الكشف عن «خبيئة العساسيف» فى الأقصر. وتضم الخبيئة مجموعة من 30 تابوتا خشبيا آدميا ملونا لرجال وسيدات وأطفال، فى حالة جيدة من الحفظ والألوان والنقوش، بعد أن تم الكشف عنها بالوضع الذى تركها عليه المصرى القديم، مجمعة فى خبيئة فى مستويين الواحد فوق الآخر، ضم المستوى الأول 18 تابوتًا والمستوى الثانى 12 تابوتًا. وقال الوزير فى مؤتمر صحفى للإعلان عن تفاصيل اكتشاف خبيئة العساسيف، بحضور عالم الاثار الدكتور زاهى حواس والمستشار مصطفى ألهم، ومحافظ الأقصر، إنه فخور بعمله مع رجال الآثار بالأقصر حيث إن هذه أول خبيئة تكتشف بأيدى أثريين مصريين، ووصفها بأنها «أول خبيئة توابيت آدمية كبيرة يتم اكتشافها كاملة منذ نهاية القرن 19، وبعد أكثر من قرن من الزمان يضيف الأثريون المصريين خبيئة أخرى جديدة بالأقصر». وأوضح الدكتور مصطفى وزيرى أن قصة كشف الخبيئة بدأت منذ حوالى شهرين حين بدأت أعمال الحفائر لهذا الموسم استكمالا لأعمال الموسم السابق الذى بدأ فى عام 2018 والتى أسفرت عن الكشف عن العديد من المقابر منها المدخل الأصلى لمقبرة TT 28 ومقبرتان ل «ثاو ار خت أف»، و«ميرى رع» من عصر الرعامسة، أما هذا الموسم الذى بدأ منذ شهرين فتم العمل على توسعه نطاق الحفائر لتشمل الجزء الشرقى من الفناء الذى تم العمل به الموسم السابق وأثناء سير العمل تم الكشف عن خبيئة «العساسيف» التى تضم 30 تابوتا خشبيا لكهنة وكاهنات وأطفال من عصر الأسرة ال22 من القرن العاشر قبل الميلاد منذ 3000 عام. تضم الخبيئة مجموعة من التوابيت لكهنة وكاهنات لمعبودات الأقصر للآلهة آمون وخنسو، حيث بلغ عددها حتى الآن 30 تابوتا من بينها 3 توابيت لأطفال، وتقع الخبيئة أعلى مقبرة TT28.، وتمثل المناظر المنقوشة على جوانب التوابيت موضوعات مختلفة تشمل تقديم القرابين ومناظر لآلهة مختلفة وكذلك مناظر من كتاب الموتى ومناظر لتقديم قرابين للملوك المؤلهين كالملك أمنحتب الأول الذى عبد فى منطقة الدير البحرى، وكذلك عدد من النصوص التى بها ألقاب لأصحاب التوابيت كمغنية الإله آمون، وتوضح تلك المناظر والنصوص الممثلة على جوانب التوابيت ارتباط تلك الخبيئة بالمنطقة، حيث مثلت مناظر الآلهة حتحور والملك أمنحتب الاول واللذان انتشرت عبادتهما فى منطقه الدير البحرى التى تعتبر جبانة العساسيف بلا شك جزءا منها. وأشار الدكتور الطيب عباس مدير عام الشؤون الأثرية بالمتحف المصرى الكبير، إلى أنه سيتم نقل المجموعة كاملة بالمتحف المصرى الكبير. وقال محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، إن الكشف الأثرى يُعد إضافة جديدة توسع من مساحة التنوع فى البرامج السياحية الثقافية التى تتمتع مصر بها بشكل عام والأقصر بشكل خاص.