أكد الفنان محمد كريم أن تجربة فيلم A score to settle الذى يعد أولى تجاربه فى هوليوود وشارك فيه مع النجم العالمى نيكولاس كيدج كانت تجربة صعبة لأنها جاءت بعد سنوات طويلة من التواجد فى أمريكا، وقال «كريم» فى حواره ل «المصرى اليوم»: ما أسعدنى أن العمل كان أكشن تجارى، وحاولت فيه الابتعاد عن الصورة التقليدية التى يظهر عليها أى ممثل عربى، وكان لى التوفيق فيما أردت. وأضاف أن صعوبة التجربة أيضا تمثلت فى التعليقات التى كانت تصله حول سر بقائه لفترة طويلة فى هوليوود دون ارتباطه بعمل وشدد على أن مشاهدته لنجم الكرة محمد صلاح كانت تزيده إصرارا على الاستمرار لتحقيق هدفه. وتابع، أن علاقته بنيكولاس كيدج كانت وطيدة طوال فترة التصوير وأنه يحب مصر كثيرا خاصة بعد أن زارها وكرمه مهرجان القاهرة السينمائى..وإلى نص الحوار: ■ هل كانت فكرة اختيارك فيلمًا تجاريًا ليكون أول ظهور لك فى أمريكا أمرًا سهلًا؟ - بالطبع لا فقد استغرق الأمر فترة طويلة وتعجب الجميع من تواجدى فى أمريكا لمدة طويلة، فكان هدفى تقديم دور جديد وهو لمواطن أمريكى وكان التحدى صعبا للغاية لأن تجارب الأداء كانت معظمها لفنانين من الشرق الأوسط ونادرًا ما كانت الأدوار جيدة، بالإضافة إلى الضغوطات التى تعرضت لها والمتمثلة فى تواجدى فى بلاد غريبة وما إذا كان سيعرض علىّ أفلام أخرى أم لا، وأتمنى توالى الأعمال فى هوليوود ليس فقط مجرد الظهور. ■ ما هو دورك فى الفيلم؟ - أقوم بدورين فى آن واحد أحدهما فى صغرى بشكل مختلف ليناسب طبيعة الشخصية الأولى ويدخل نيكولاس كيدج السجن لمدة 20 عامًا لأظهر بعدها بشكل جديد ومختلف، واضطررت إلى إنقاص وزنى إلى ما يقرب من ال 9 كيلوجرامات والانتظار نحو 3 أشهر بعد الانتهاء من تصوير مشاهدى بالفيلم لتصوير المشاهد الأولى، واستعان نيكولاس فى فترة صغره بابن أخيه الذى يشبهه كثيرًا. ■ كيف كانت الاحترافية فى التعامل من وجهة نظرك من قبل صناع الفيلم؟ - أتذكر فى مرة من المرات اصطحبونى إلى مستشفى للقيام ببعض الأشعة والفحوصات وأخذ عينات دم دون علم السبب،، وفوجئت أن نيكولاس كيدج يجلس فى الغرفة المجاورة لى، واتضح أنه إجراء روتينى يتم عمل فحص شامل وتأمين للممثلين المشاركين فى مثل تلك النوعية من الأفلام. ■ هل توقعت وضع اسمك على الأفيش الخاص بالفيلم؟ - لم أتوقع بالتأكيد وبمجرد دخول قاعة العرض الخاصة بالفيلم شعرت بالسعادة عندما فوجئت بوضع اسمى بجانب «نيكولاس كيدج» على الأفيش وكانت مفاجأة جميلة جدا بالنسبة لى فى أولى تجاربى العالمية. ■ ألا ترى أن تواجدك فى أمريكا مخاطرة بالنسبة لك على مستوى السينما والدراما المصرية؟ - رصيد ى من الأعمال الفنية التى قمت بها كان له دور كبير فى تحفيزى على الاستمرار، لأن فعلا الأمر كان مخاطرةً كبيرةً نظرًا لوجود أعمال فنية عربية كانت معروضة علىّ من مسلسلات وأفلام وأقوم برفضها فى وقت لم يكن معى عرض فعلى فى هوليوود وذلك واحد من الضغوط التى تعرضت لها، فالجميع تساءل عن فترة وجودى الطويلة بهوليوود ولم أرغب فى الحديث عن الأمر كثيرًا، إلا أننى من النوع المغامر الذى يرغب فى خوض التجربة طالما مكتوب لها النجاح. ■ كيف تغلبت على هذه الضغوط؟ - كنت أتغلب عليها بمشاهدة النجم المصرى «محمد صلاح» مع فريق ليفربول وكانت أهدافه تدفعنى وتحفزنى على الاستمرار بشكل كبير، فهو نجم عالمى أحترمه وأقدره واستطاع أن يمثل مصر عالميًا، بالإضافة إلى التجارب التى رأيتها للكثير من الفنانين غير الأمريكان فى هوليوود والذين واجهوا الكثير من الصعوبات وعملوا بالكثير من الوظائف حتى استطاعوا تحقيق هدفهم، الأمر فقط يتطلب التركيز وعدم الالتفات إلى الآخرين لأن فى النهاية الرد كان من خلال دورى فى الفيلم وأرى انه كان ردًا قويًا لكل من تساءل عن الفترة التى قضيتها فى أمريكا، رغم أن الامر لم يكن سهلًا فقد قمت بالكثير من تجارب الاداء قبل أداء الدور بالفيلم ولا أبالغ إذا قلت إننى أجريت 2000 اختبار قبل ترشيحى للعمل. ■ وهل تعاقدت على أعمال مصرية مؤخرا؟ - فى الوقت الحالى أقوم بقراءة مسلسل وفيلم، والبعض يعتقد أن تواجدى فى هوليوود يمنعنى من المشاركة فى أعمال مصرية وهذا اعتقاد خاطئ والدليل على ذلك تواجد «عمر الشريف» فى فترة من الفترات فى هوليوود وكان يصور أعمالا فى مصر مثل فيلم المواطن مصرى وفيلم ضحك ولعب وجد وحب وفيلم المسافر ومسلسل حنين وحنان، والأمر كله يحتاج إلى تنظيم وقت فقط وسأشارك فى أعمال فنية قادمة فى هوليوود وفى مصر أيضًا. ■ وكيف ترى انتشار تجارب الممثلين ذوى الجذور المصرية فى هوليوود؟ - من الأمور الجديدة على هوليوود والتى أصبحت مقبولة فى الوقت الحالى، وكل فنان مصرى أو عربى قدم أعمالا فى هوليوود هدفه هو التركيز على الاستمرار هناك، لأن المنظومة الفنية الأمريكية كبيرة جدا تضم عددا ضخما من المسلسلات والأفلام وتختلف كثيرًا عن مصر، وأتمنى أن يكون التواجد ليس فقط مقتصرًا على الممثلين المصريين بل يمتد ليشمل جنسيات عربية أخرى فالجمهور الأمريكى أصبح على قدر كبير من الوعى ويرحب بدخول الفنانين ذوى الأصول المصرية فى المنافسة، خاصة بعد فوز رامى مالك بجائزة الأوسكار. ■ حدثنا عن كواليس التصوير مع نيكولاس كيدج؟ - هو من أكثر الشخصيات العملية والمحترفة التى تعاملت معها، محب جدا لعمله ولمصر والشرق الأوسط، وتعلمت منه الكثير ولاحظت فى الكواليس أنه يتحدث كفرانك وهى الشخصية التى يقوم بها فى الفيلم، وكان دائمًا ما ينادينى بجيمى وليس ب«مو» كناية عن اسمى. ■ ما هو أصعب مشاهدك بالفيلم؟ - أصعب مشهد كان مشهد البداية وهى المواجهة بينى وبين نيكولاس كيدج بعد 20 عامًا وكانت تمثل تحولا فى الأحداث فى الفيلم، ولم أفكر فى أننى أمثل أمام نيكولاس كيدج الممثل الحائز على جائزة الأوسكار بل انصب تركيزى بالكامل على تأدية المشهد بعد استعدادى الكامل له وقيامى بالعديد من البروفات عليه، وبعد التصوير شعرت بسعادة كبيرة بعد مدح نيكولاس لى قائلًا «عمل جيد»، وفريق العمل كان من الأسماء المعروفة فى هوليوود باستثنائى مما كان حافزًا قويًا لى على الاستمرار. ■ كم أنت راض عن أدائك فى الفيلم؟ - راض عنه بنسبة 100% لأنه خطوة جيدة فى مسيرتى العالمية ولن يقف طموحى عند هذا الحد بل أرغب فى تقديم نوعية أفلام أخرى كالأبطال الخارقين وأفلام بميزانيات ضخمة والاستمرار بقوة فى سينما هوليوود. ■ متى تنطلق السينما المصرية عالميا؟ - عندما تتغير المنظومة فى مصر ففى أمريكا هناك ما يعرف بالأفلام الفردية المستقلة وتوجد نوعية أفلام أخرى تحتاج إلى استديوهات خاصة لتصويرها، وأرى أن أفلام مخرج مثل «مروان حامد» تستطيع أن تنافس نظيرتها فى السينما العالمية. كما يجب تغيير بعض المفاهيم الخاصة بالصناعة والأفكار فعلى سبيل المثال لا يعنى عدم فوز «نادين لبكى» بالأوسكار أنه شىء سيئ فهناك الكثير من الممثلين العالميين ترشحوا كثيرًا للجائزة ولم يفوزوا بها، لا بد أيضا من تغيير هذه الثقافة.
