التحرير يناديك يا دكتور شرف

قلت حضرتك من قبل وكنت شاهدا «إذا فشلت فى مهمتى سأعود إلى ميدان التحرير» وكان تصريحك هذا سببا رئيسيا فى اقتناع كثيرين بفض الليلة مؤقتا، لا أطالبك بالنزول للتحرير بناء على تصريحك هذا فحضرتك لم تفشل فى مهمتك لكنك أيضا لم تنجح، كلنا ثقة فى حضرتك وأنا واحد من محبيك شاهدك أثناء الثورة تمر أسفل شرفة منزله بمظاهرة فى اتجاه التحرير من أساتذة الجامعة فشعر بالسعادة ونزل وانضم إليك مع إنه لسه راجع من هناك، ولكن الجمعة المقبلة – وأعبر عن نفسى - لا أود أن أقضيها فى التحرير أهتف حيث لا يفيد الهتاف حاليا ولا فى الاستماع إلى خطب الدكتور صفوت حجازى الذى يطرد الناس من قاعات الحوار، لأنه – على حد تعبيره - من شباب الثورة (أعرف أنه ليس منطقيا أن يشارك رجال الحزب الوطنى فى حوار يخص الثورة.. لكنها الديمقراطية، أبينا أم ارتضينا، ترغمنا على الاستماع إلى الجميع،
لقد أقصينا النظام السابق لأنه كان يؤمن بأنه الوحيد الذى يحمل توكيل الوطن، فلماذا نكرر الأخطاء؟ إننا ملزمون اليوم باستيعاب الجميع فى دائرة الحوار، والنفى والاستبعاد يمتلكه الشعب وحده فقط عندما يكتشف أن محدثه هجاص سواء كان حزب وطنى أو من رجال الثورة.. عالم دين مسلم أو رجل دين مسيحى، ما فعله حجازى لا يختلف كثيرا عن الذين سرقوا التورتة من مؤيدى مبارك وكأن التورتة تقف فى طريق الثورة).
المهم يا دكتور شرف أريد يوم الجمعة أن أستمع إلى حضرتك، هذا حقنا عليك لابد أن تحكى لنا كواليس ما يحدث، لابد أن تشرح لنا بشفافية ما يعوقك عن الانطلاق بقوة، لابد أن تنفى أو تؤكد صحة ما يتردد عن المجلس العسكرى وأن تصف لنا طبيعة علاقتكما جيدا، نريد أن نعرف وجهة نظرك فى فكرة المجلس الرئاسى، بحاجة لأن نعرف خطة العمل خلال الأشهر المقبلة، نريد جدولاً زمنياً لتحقيق ما نحلم به جميعا من عودة للأمن وانتعاش لظروف البسطاء الاقتصادية، نريد أن نعرف كيف نجح الأمن فى تأمين ماتشات الدورى وفشل فى تأمين الكنائس وأقسام الشرطة؟ نريد أن نفهم كيف سنختار أعضاء البرلمان وما ضوابط الترشيح؟ نريد أن تحدد لكل واحد فى هذا البلد دوره المطلوب منه فى الفترة المقبلة..
قلها لنا حازمة وصريحة هل أنت بحاجة لأن نقضى أياماً فى التحرير حتى ينصلح حال البلد أم أن تواجدنا هنا يعوقك عن شىء ما؟ قل لنا ما الدور الذى يجب أن يلعبه الإعلام ليخدم هذا البلد.. حدد لنا ملامح الإعلام الوطنى فى المرحلة المقبلة لنكون شهودا عليه، قل لنا كيف يمكن أن نوحد صفوف الخمسة عشر ائتلافا ومجلسا وحوارا فى صيغة تجمع ولا تشتت، فسر لنا ما يتردد دائما عن المؤامرات الخارجية والداخلية، امنح الثورة مهمات عمل واضحة ولا تمنحها مكتبا إلى جوارك، لديك متسع من الوقت حتى الجمعة ولديك مستشارون ومتخصصون سيساعدونك فى أن تبل ريقنا بخطاب لا يقدم كلاما عاطفيا أو وعودا مجهلة أو مجاملات لأى أشخاص أو جهات.
يا دكتور عصام، نحن أحق بأن تنحاز إلينا وتصارحنا، نريد أن نستمع إليك وجهاً لوجه، نحن نتفرق بالقوة نفسها التى تجمعنا بها من قبل وصرنا بحاجة لشخص يلعب دور الكبير ولو لساعتين.
omertaher@yahoo.com