البابا يفتتح أكبر مكتبة قبطية بالعالم فى دير «وادى النطرون»

افتتح البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، المكتبة البابوية المركزية بالمقر البابوى، بدير القديس الأنبا بيشوى بوادى النطرون، مساء أمس الأول، بمشاركة أحبار الكنيسة الذين يشاركون حاليًا فى سيمنار المجمع المقدس الذى واصل أعماله لليوم الثالث على التوالى فى الدير.
وتعد المكتبة البابوية الجديدة مساحة أكاديمية للباحثين فى علوم القبطيات، كما تأتى الرؤية التى تم على أساسها إنشاء المكتبة البابوية المركزية لتشير إلى أنها تسعى إلى توفير مساحة أكاديمية رائدة، تهيئ بيئة علمية تراثية للدراسة والبحث لكل المهتمين بالقبطيات فى مصر والعالم.
وقال البابا عقب الافتتاح: «قد يسأل البعض لماذا الحاجة لمكتبة مركزية اليوم؟، وأرد أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هى مؤسسة مصرية وطنية خالصة وهى المؤسسة الوحيدة التى لم تحمل نير الاحتلال فى أى عصر وهى فى الأساس كنيسة شعبية، لم تكن فى نشأتها كنيسة الملك أو الإمبراطور، لذا أخذت على عاتقها مسؤوليتين، الأولى: الاندماج مع الشعب بكل آلامه وأفراحه وثقافته ولغته، والثانية: أن تكون خزانة أسرار الحضارة المصرية سواء اللغة والأدب المصرى القديم أو العمارة والفنون المصرية، ومن هنا جاء تأسيس المكتبة البابوية المركزية فى موقع برية شيهيت الفريد حيث الإسقيط مهد الرهبنة والمعرفة والنسك».
وأضاف البابا أن المكتبة البابوية تهدف إلى رفع الوعى وتكثيف البحث العلمى وحفظ الإنتاج المعرفى وتبادل المعرفة؛ كما وُضِعت عدة أهداف تسعى المكتبة البابوية المركزية إلى تحقيقها بما يعود بالنفع على الكنيسة والمجتمع المحلى والعالمى، إلى جانب المساهمة فى حفظ الإنتاج المعرفى ودعم البحث العلمى، فضلًا عن رفع الوعى المجتمعى بالحقبة القبطية كونها حقبة من تاريخ مصر والشرق الأوسط شكلت جزءًا أصيلاً من الوجدان الحضارى والتراث الفكرى وما يتعلق بذلك من دراسات وحفظ الإنتاج المعرفى عن القبطيات الصادر من هيئات أكاديمية معينة بالبحث والتوثيق سواء كان مقروءًا (دراسات، موسوعات، كتب، دوريات، صحف، مجلات) أو مسموعًا أو بصريًا بمختلف اللغات وتكثيف البحث العلمى فى القبطيات.
وأزاح البابا تواضروس الثانى، الستار عن اللوحة التذكارية لشجرة مارمرقس، وهى المنطقة الموجودة أمام المكتبة البابوية المركزية بالمقر البابوى بوادى النطرون، وشجرة مارمرقس هى المنطقة المخصصة لكل إيبرشية من إيبرشيات المهجر لتغرس فيها شجرة باسمها كنوع من ربط أبناء الكنيسة فى المهجر بكنيستهم الأم.