1- زواج علىّ وفاطمة بادئ ذى بدء، لن أستطيع الحديث عن كل زوجات سيدنا الحسن، لأنه تزوج عددا كبيرا جدا من النساء.. سأختار المجموعة التى توافرت عنها معلومات.. وأود أن أخصص بعض المقالات قبلها للحديث عن سيدنا الحسن رضى الله عنه وأرضاه. سيدنا الحسن هو أبومحمد الحسن بن علىّ بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم، ولد فى السنة الثالثة للهجرة فى رمضان وقيل فى شعبان.. والده هو سيدنا على بن أبى طالب، ووالدته هى السيدة فاطمة الزهراء ابنة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. تزوج والداه فى السنة الثانية من الهجرة.. وكان قد خطب فاطمة كثيرون من بينهم أبو بكر وعمر ولم يرد عليهما رسول الله.. إلى أن قال عمر لعلى: «أنت لها».. ذهب علىّ إلى رسول الله مترددا، فهو فقير لا يملك شيئا، وجلس أمامه صامتًا ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام رفع عنه الحرج وسأله: - «أعندك ما تمهرها به؟». أجاب سيدنا علىّ: - «يا رسول الله أنت أعلم بحالى منى، ليس عندى شىء». فقال له رسول الله: - «فأين درعك الحطمية التى أهديتك إياها؟!». فقال علىٌّ: «هى عندى يا رسول الله». قال: - «فأحضرها». فلما أحضرها، قال له: - «ادفعها إلى فاطمة فهى مهرها.. خذها يا علىُّ وبعها». عندما علمت السيدة فاطمة بالأمر يقال إنها بكت فى أول الأمر، فدخل عليها رسول الله فقال: «مالَكِ تبكين يا فاطمة؛ فوالله لقد أنكحتك أكثرهم علما وأفضلهم حلما وأوّلهم سلما». كانت السيدة فاطمة فى الخامسة عشرة من عمرها وخَمسةَ أشهُرٍ ونِصف.. وكان والدها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج السيدة عائشة منذ أربعة أشهر عندما تقدم على لخطبتها. باع علىٌّ درعه وأعطى ثمنها لرسول الله. وبنصف ثمنها اشترى النبى- صلى الله عليه وسلم- جهازا لبيت العروس، ثم اشترى بالنصف الثانى ما يحتاج له الاحتفال، ثم طلب من علىّ أن يذهب ليدعو أبا بكر وعمر ومجموعة من الصحابة، فلما حضروا قام النبى- صلى الله عليه وسلم- فيهم خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «إن عليًّا قد خطب منى فاطمة، وإن الله أمرنى أن أزوج عليًّا لفاطمة». فهذا الزواج كان بأمر من رب العالمين تبارك وتعالى، ولَم يتزوَّجْ علىٌّ أىّ امرأةٍ أُخرَى حتَّى ماتَتْ فاطمةُ رضِى اللهُ عنها.
