أعلنت المخابرات السودانية، مساء أمس، انتهاء عملية التمرد، التى بادر إليها بعض منسوبيها، عقب استسلامهم وتسليم أسلحتهم. وسيطر الجيش السودانى، مساء أمس، على وحدة هيئة عمليات للمخابرات بضاحية كافورى بعد مواجهة عسكرية مع المتحصنين داخلها من عناصر متمردة. وتمركزت مدرعات ودبابات للجيش السودانى قرب المقر الرئيسى لهيئة العمليات شرقى الخرطوم، بعد أن أمهلت المجموعة المتمردة 4 ساعات لتسليم أسلحتها أو اقتحام المقر. ومن المرتقب صدور قرارات بإحالة قيادات فى جهاز المخابرات السودانى للتقاعد. وقُتل عنصر من الجيش السودانى وأصيب 7 آخرون، فيما أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية عن إصابة 4 أشخاص جراء إطلاق هيئة العمليات بجهاز الأمن الرصاص الحى داخل الأحياء، فيما قالت تقارير محلية إن الجيش رد بالمدفعية على مواقع المتمردين فى الخرطوم بحرى. واتهم نائب رئيس مجلس السيادة وقائد الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو، رئيس جهاز الأمن السابق صلاح عبدالله (قوش) بأنه وراء حادثة التمرد التى أقلقت العاصمة السودانية. ووصف جهاز المخابرات العامة السودانية، فى بيان، ما يجرى بأنه اعتراض من قبل منسوبيه على مقدار مكافآت إنهاء خدماتهم. وأعلن رئيس الوزراء السودانى، عبدالله حمدوك، تجديد الثقة فى القوات المسلحة والنظامية وقدرتها على السيطرة على الموقف، مطمئنا السودانيين بأن «الأحداث تحت السيطرة ولن توقف مسيرتنا ولن تتسبب فى التراجع عن أهداف الثورة». وقع إطلاق النار فى قاعدة فى حى الرياض شمال العاصمة، وفى حى بحرى بضاحية العاصمة الشمالية، بحسب شهود عيان، وأفاد مراسل وكالة «فرانس برس» بإطلاق أعيرة نارية كثيفة ومتواصلة فى قاعدة الرياض القريبة من مطار الخرطوم، وأغلقت كل الطرقات المؤدية إلى القاعدتين ما تسبب فى زحمة سير. وأفاد شهود عيان بأنهم سمعوا دوى إطلاق أعيرة نارية كثيفة، أمس، فى قاعدتين تابعتين لجهاز المخابرات العامة السودانية، الخرطوم، بعد تمرد وحدة من هيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن رفضًا لهيكلة جهاز المخابرات، وأوضح الشهود أن قوات الجيش ووحدات المدرعات تحركت بسرعة لاحتواء الموقف فى موقع إطلاق النار، وسارعت قوات الجيش بإغلاق الطرقات المؤدية إلى القاعدتين، وحلقت مروحيات عسكرية فى سماء العاصمة. وأعلن جهاز المخابرات العامة السودانى فى بيان: «أن مجموعة من منسوبى هيئة العمليات اعترضت على إجراءات هيكلة الجهاز وقيمة المكافأة المالية وفوائد ما بعد الخدمة»، وأضاف البيان أنه «جار تقييم الوضع بعد اعتراض عدد من منسوبى هيئة العمليات على إجراءات الهيكلة التى تتم وفقًا لمتطلبات الأمن القومى للبلاد». وأفاد الناطق الرسمى باسم الجيش السودانى، العميد الركن عامر محمد الحسن، بأن القوات المسلحة ترفض السلوك الذى قامت به قوى تابعة لجهاز المخابرات العامة بعد احتجاجها على ضعف استحقاقاتها المالية، ووصف الناطق ما حدث ب«الفوضى التى تتطلب الحسم الفورى» وأعلن تحرك اللجنة الأمنية بولاية الخرطوم لحسم الفوضى، وأضاف: «كل الخيارات مفتوحة للسيطرة على الموقف».