أمر المستشار حماده الصاوى، النائب العام، بحبس والدى وخالة الطفلة ندى حسن عبدالمقصود حافظ وطبيبًا بالمعاش، أربعة أيام على ذمة التحقيقات، فى واقعة وفاة الطفلة، بعد إجراء الطبيب عملية ختان لها. ووجهت النيابة للمتهمين تهمة الإهمال والقتل الخطأ. وأفادت التحريات الأولية بأن وحدة حماية الطفل بديوان عام محافظة أسيوط تلقت بلاغًا من أهالى قرية الحواتكة التابعة لمركز منفلوط، يفيد بوفاة «ندى»، 12 عامًا، أثناء إجراء عملية ختان لها بإحدى العيادات الخاصة. وعقب التأكد من صحة البلاغ، تم تقديم بلاغ لخط نجدة الطفل 16000، وتولت النيابة العامة التحقيق، وألقت أجهزة الأمن القبض على الطبيب ووالدى الطفلة، وانتقل فريق من الطب الشرعى لمعاينة الجثة لمعرفة سبب الوفاة. وكشفت تحقيقات النيابة العامة اصطحاب والد الطفلة إلى أخصائى نساء وولادة بالمعاش لإجراء عملية ختان لها ورفقتهما والدتها وخالتها، وبعد خروجها حدثت مضاعفات لها حاول الطبيب تداركها غير أنها فارقت الحياة. وكان والد الطفلة أبلغ بالواقعة، فباشرت النيابة العامة التحقيق بمناظرة جثمان الفتاة، وقررت دفن الجثة بعد تقرير الطب الشرعى. وكلفت إدارة العلاج الحر بمديرية الشؤون الصحية بأسيوط لفحص تراخيص العيادة. ومازالت تحقيقات النيابة العامة مستمرة للوقوف على حقيقة الوفاة والمتسبب فيها لإحالته لمحاكمة عاجلة. وتؤكد النيابة العامة أنها ستتصدى بكل حزم لكل من يحذو حذو المتهمين فى جريمتهم البشعة. واعترف الأب باتفاقه مع زوجته على إجراء عملية الختان لابنتهما بعيادة طبيب خاص، مؤكدًا أن عملية الختان فى عُرفهم بالصعيد من العادات التى لا تعرف القانون، وأضاف أنه كان مترددًا فى إجراء العملية لابنته، لكن نساء عائلته ضغطن عليه لإجرائها مثل بنات العائلة، نافيا أن يكون الطبيب نصحه قبل إجراء العملية بخطورتها، وقال إن الطبيب أبلغه بأنها عملية بسيطة وستخرج الابنة فى نفس اليوم. فى الوقت الذى قال فيه الطبيب إنه نصح الأسرة بعدم إجراء العملية الجراحية وأبلغهم بأنها عادة توقفت، لكنهم أصروا على إجرائها. وشيّع المئات من أهالى قرية الحواتكة جثمان الطفلة «ندى»، وسط حالة من الحزن والغضب، وصرخات السيدات والأطفال وبكاء الكبار إلى مثواها الأخير بمدافن العائلة بالقرية. وأكد الدكتور ضياء الدين عبدالحميد، نقيب أطباء أسيوط، إن نقابة الأطباء تلتزم بكل القوانين، خاصة قوانين الطفل، وتجرّم عمليات ختان الإناث، وفى حال ثبوت تورط الطبيب بإجراء عملية الختان ستتم إحالته للمجلس التأديبى وتصل عقوبته للشطب من النقابة ووقفه عن العمل. وطالبت «زينب.ر»، إحدى جارات المجنى عليها، بضرورة توقيع أقصى عقوبة على الأطباء وأهالى الأسر الذين يرتكبون مثل هذا الجرم لأطفالهم، خاصة أن «ندى» طالبة مجتهدة ومحبوبة من الجيران. وجددت اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث فى مصر رفضها القاطع والتام لأى مبررات تستخدم لممارسة هذه العادة المجرمة محليًا ودوليًا، وأكدت دعمها للجهود المبذولة لمعاقبة المتسببين فى وفاة الطفلة، مطالبة بتوقيع أقصى عقوبة على الجناة. وقالت فى بيان، أمس، إن مصر بذلت جهودا حثيثة للتصدى بكل قوة وحزم للجريمة المجتمعية «ختان الإناث» التى تتم فى حق بناتنا وفتياتنا على مدار عقود متواصلة.
