وافقت وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية واللجنة الوطنية للصحة والإدارة الوطنية للمنتجات الطبية فى الصين، على تسجيل التجارب السريرية على عقار «ريمدسيفير» المضاد للفيروسات، فيما ستبدأ الدفعة الأولى من مرضى الالتهاب الرئوى المرتبط بفيروس «كورونا» المستجد فى تناول الدواء مباشرة. وقال رئيس برنامج التجارب السريرية للدواء، تساو بين، فى مؤتمر صحفى، أمس، إن عقار «ريمدسيفير» هو دواء طورته شركة الأدوية الأمريكية «جيلياد للعلوم»، وأظهر فى تجارب سابقة على الخلايا والحيوانات نشاطا جيدا مضادا لفيروسى «سارس» و«كورونا». وأشار إلى أن الدراسات الحديثة، التى أجريت على الدواء فى الصين، أظهرت أيضا نشاطا جيدا مضادا لفيروس كورونا المستجد. وأدى تفشى الفيروس الذى بدأ فى الصين إلى إصابة أكثر من 28 ألف شخص على مستوى العالم، أمس، وذلك بعد مرور نحو 60 يوما على ظهور الحالة الأولى فى أوائل ديسمبر الماضى. وأعلنت الصين، أمس، أن إجمالى الوفيات وصل إلى 563 حالة، و28018 حالة أخرى تم التأكد من إصابتها بالفيروس فى البر الرئيسى. وكانت معظم الوفيات فى مقاطعة هوبى بوسط البلاد، التى ظهر فيها الفيروس المستجد لأول مرة فى ديسمبر الماضى. وتسلل كورونا من الصين إلى 25 دولة أخرى، حيث أكدت قرابة 25 دولة وجود حالات إصابة على أراضيها، وقد حدّت السلطات الصينية من تنقل الأشخاص فى ووهان منبع الفيروس ومناطق أخرى للحد من انتشاره. فيما تم تعليق آلاف الأشخاص على متن سفينتين سياحيتين فى آسيا، فيما أظهرت الفحوص إصابة 20 شخصا بالفيروس على واحدة منهما. وتسعى الصين لتوفير آسرّة لعلاج آلاف المصابين بالفيروس، ومن المتوقع افتتاح مستشفى ميدانى ثان يتسع ل1600 سرير فى مدينة ووهان، بعد افتتاح مستشفى أول يتسع لألف سرير فى وقت سابق هذا الأسبوع، وقالت السلطات إنها بصدد تحويل مبان عامة إلى منشآت طبية لاستقبال المصابين. وتعانى المدينة، البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، من نقص «حاد» فى الأسرّة، ووفق المسؤول الكبير فى ووهان، لو ليشان، الذى أشار إلى أن 8182 مريضا أُدخلوا إلى 28 مستشفى تتسع جميعها ل8254 سريرا. وقال رئيس الوزراء، لى كه تشيانج: «يتعين علينا جميعا بذل كافة الجهود فى أنحاء البلاد لتوفير مستلزمات الإمدادات الطبية الضرورية والخبراء الطبيين فى مقاطعة هوباى». ومع تسابق العلماء فى جميع أنحاء العالم للانتهاء من تطوير لقاح للفيروس القاتل، أعلن العالم الذى يقود الأبحاث فى المملكة المتحدة لتطوير لقاح للفيروس، أنه يمكن اختبار لقاح محتمل ضد فيروس كورونا القاتل على الحيوانات فى أسرع وقت من الأسبوع المقبل، وذلك فى طفرة فى المعركة العالمية ضد تفشى المرض. وأكد البروفيسور روبن شاتوك، رئيس العدوى المخاطية والحصانة فى كلية «إمبريال» بلندن، أنه إذا نجحت التجارب على الحيوانات والبشر قد يكون جاهزًا بعد أشهر فى فصل الصيف، خاصة أن فريقه الطبى مستعد لاختبار اللقاح على الحيوانات الأسبوع المقبل، مضيفا أنه إذا تم تأمين تمويل كاف يمكن اختبار اللقاح على البشر بحلول الصيف. من جانبها قالت منظمة الصحة العالمية اليوم إن المئات من الخبراء سيجتمعون فى جنيف الأسبوع المقبل لتحديد أولويات البحث والتطوير لأدوية فيروس كورونا والتشخيصات واللقاحات. وفى تطور مزعج يثير مخاوف، بات طفل حديث الولادة فى الصين، أصغر مصاب بفيروس كورونا، وذلك عند اكتشاف إصابته بعد ساعات من الولادة. وقالت المحطة الصينية «سى.سى.تى.فى» إن جنينا ولد فى مدينة ووهان، مركز تفشى الفيروس، مصاب بالفيروس، الذى كانت تحمله أمه. وأكدت حالة الجنين الصينى احتمال انتقال الفيروس من الأم لطفلها أثناء الحمل، أو أثناء الولادة، أو أثناء الرضاعة. وتعتبر هذه الحالة الأولى لمولود جديد مصاب بفيروس كورونا، وسبق أن أنجبت سيدة مصابة بفيروس كورونا طفلة معافاة تماما من المرض، قبل أيام، مما منح الأمل بأن الفيروس المتفشى لا ينتقل من الأم لمولودها خلال الولادة. وقال شينج لينجكونج، كبير الأطباء فى قسم الأطفال حديثى الولادة بمستشفى الأطفال فى ووهان: «يجب أن نشعر بالقلق إزاء الطريقة الجديدة المحتملة فى انتقال الفيروس»، مضيفا أنه يجب على النساء الحوامل الابتعاد عن المصابين بفيروس كورونا. وبالرغم من الاحتمال «المخيف»، إلا أن عددا من الأطباء المختصين أصروا على أن عدوى فيروس كورونا انتقلت للطفل الرضيع «بعد الولادة».