(عزيزى نيوتن.. تحت عنوان «ظاهرة جديدة» فى 27/2 قرأت لكم بعمودكم المهم كلمة قصيرة عن رحيل الرئيس الأسبق مبارك تحوى رأيًا صائبًا وشرحًا مفيدًا.. حقًا هذه هى المرة الأولى فى تاريخ مصر كلها التى فيها يتم التكريم والاحتفاء برئيس مصرى وهو خارج السلطة.. ومن عجب أن هذا الخاطر لم يطرأ على تفكيرى أبدًا.. حقًا كنت أفكر ماذا سيحدث حينما يرحل مبارك، ولكن هذا التعامل الإنسانى المتميز مع الحدث وإخراجه على هذه الصورة الكريمة الدالة على كياسة ورقى كانت هى المفاجأة! ومنذ نشأة الدولة الحديثة بمصر فى عام 1805، كان الحاكم ينتهى أمره حيث يصير فردًا عاديًا خارج الخدمة، وهذا كان الكابوس الذى يعرفه الحكام! ومن عاش هزيمة 1967 والحزن الكاوى القاتل والحياة البائسة المريرة التى تجرعها المصريون حتى الثمالة هوانًا وذلًا وانهزامًا يعرف معنى انطلاق 220 طائرة الساعة الثانية من ظهر 6 أكتوبر 1973، وضرب خطوط وقواعد العدو وعبور المصريين إلى الضفة الأخرى. واهتزت المنطقة بأسرها وصرخت جولدا مائير وبكى ديان أمام الجميع، يعرف قدر هذه الضربة التى قادها مبارك. لقد عاش أكثر من تسعين عامًا، ولو لم يفعل سوى ذلك طوال هذا العمر المديد لكفاه ذلك. وحينما زار الرئيس عبدالناصر قاعدة جوية عام 1968 سأل عنه وكلفه بمهمة إعادة القوات الجوية التى تم تدميرها وهى نائمة على بطونها تنتظر الضرب والتدمير! عزيزى نيوتن! حقًا ما تقول! هذه هى المرة الأولى فى تاريخ مصر الحديث وربما القديم أيضًا التى يتم الاحتفاء فيها برئيس أو ملك أو زعيم بعيد عن الحكم والسلطة! كانت جنازات ونستون تشرشل ودوايت أيزنهاور وشارل ديجول وجواهر لال نهرو حاشدة حافلة بعد خروجهم من الحكم بسنوات طويلة! وها نحن الآن نحذو حذو الدول المتقدمة التى لا تُنكر تاريخها. وهذه سُنة حميدة واجبة الاتباع. محمد السيد رجب)