أدلى الناخبون الإسرائيليون، أمس، بأصواتهم فى انتخابات برلمانية عامة لاختيار أعضاء الكنيست ال23 فى تاريخ البلاد، فى ثالث اقتراع خلال أقل من عام، ويكافح رئيس الوزراء المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو للبقاء فى السلطة، ويعول على أصوات المتشددين والمستوطنين لتشكيل حكومة جديدة مدعومة ب«صفقة القرن»، التى أعلنها الرئيس الأمريكى دونادل ترامب فى يناير الماضى. وتوجه 6.4 مليون إسرائيلى إلى أكثر من 11 ألف مركز اقتراع لاختيار أعضاء الكنيست ال120، وفى ظل الانقسام السياسى الحاد تشكل نسبة المشاركة أهمية كبرى، وسط سعى الأحزاب إلى تعبئة قواعدها، ويراهن المرشحون على المترددين، كما تجرى الانتخابات فى ظل مخاوف من انتشار وباء «كورونا». ويتنافس نتنياهو، 70 عاما، وحزب الليكود الذى يرأسه فى مواجهة زعيم تحالف «أزرق- أبيض» رئيس الأركان السابق الجنرال، بينى جانتس، وترجح استطلاعات الرأى أن كلا المعسكرين سيحصد 33 مقعدا، بما لا يمكن أى منهما من تشكيل حكومة منفردا، ويتوجب عليهما الدخول فى تحالفات لتشكيل حكومة ائتلافية تلعب فيها الأحزاب المتطرفة والصغيرة دورا محوريا. ولم يتمكن نتنياهو أو جانتس من تشكيل ائتلاف بعد اقتراعى إبريل وسبتمبر الماضيين، وتعد الانتخابات حاسمة لمستقبل نتنياهو الذى يواجه اتهامات بالفساد فى 3 قضايا تشمل الرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة، وطلبت منه المحكمة المثول أمامها فى 17 مارس الجارى، ليصبح أول رئيس حكومة يحاكم خلال حكمه. وأعلن نتنياهو، الذى يتولى السلطة منذ 2009: «نحن قريبون جدا من الفوز»، وخاطب أنصاره قائلا: «اخرجوا من منازلكم وصوتوا لليكود وتحدوا كورونا»، وقال إن إسرائيل ستُبقى الباب مفتوحًا أمام التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين وأنها على استعدا للتفاوض معهم على أساس «صفقة القرن» التى اعتبرها «فرصة القرن» لإسرائيل. ودعا جانتس، 60 عاما، أنصاره للتصويت لطى صفحة نتنياهو الذى أوجد انقساما، وقال: «لا يمكنكم البقاء فى منازلكم والتذمّر مما يجرى، اخرجوا واقترعوا». وأقيمت مراكز انتخابية خاصة للإسرائيليين الموضوعين فى حجر صحى بمنازلهم وعددهم 5600 شخص، وبينهم كثر ممن زاروا دولا تفشى فيها الفيروس. ولن يُسمح لهم بالتصويت فى مراكز الاقتراع العامة وسيضعون كمامات لدى الإدلاء بأصواتهم. ويعتمد نظام إسرائيل الانتخابى على التمثيل النسبى، وتفوز الأحزاب بمقاعد على أساس عدد الأصوات التى تحصل عليها، بدلاً من فوز الحزب الذى يحصل على أكبر عدد من الأصوات فى دائرة انتخابية معينة. واستمرّ ائتلاف نتنياهو السابق 4 سنوات قبل إجراء انتخابات مبكرة فى أبريل 2019، وحل نتنياهو البرلمان بعد فشل محادثاته لتشكيل ائتلاف، وحرم جانتس من فرصة تشكيل حكومة. وتعهّد حزبان يهوديان متشددان فازا فى الانتخابات الأخيرة ب17 مقعدا بدعم نتنياهو الذى يحظى بتأييد عدد من الأحزاب اليمينية التى تضم بجانب الليكود، حزب «شاس» المتطرف برئاسة وزير الداخلية أرييه درعى، و«يهودوت هتوراه» برئاسة نائب وزير الصحة يعقول ليتسمان، وتحالف «يمينا» برئاسة وزير الدفاع نفتالى بينيت، و«إسرائيل بيتنا» برئاسة وزير الدفاع السابق أفيجدور ليبرمان. ومن الوسط، يتوقع فوز «أزرق أبيض»، وتحالف «العمل- ميرتس»، برئاسة عمير بيرتس، ويمثل «فلسطينيو الداخل»، تحالف القائمة المشتركة التى تتكون من 4 أحزاب، وحصدت 13 مقعدا فى سبتمبر الماضى، وكانت أعلنت تأييدها لجانتس، لكنها لم تعلن دعمه فى الاقتراع الحالى، ويشكل فوزها بمقاعد أكبر فرصة لها لدعم حظوظ جانتس فى تشكيل الحكومة المقبلة لإسقاط نتنياهو. وينبغى على كل حزب أن يتعدى نسبة الحسم وهى 3.25% من أصوات الناخبين، لدخول الكنيست، ويحق لكل إسرائيلى فوق سن 18 عاما، الإدلاء بصوته، وينبغى على المرشح أن يزيد عمره على 21 عاما، ولم تستبعد استطلاعات الرأى إمكانية تبكير الانتخابات مجددا، إن تجدد سيناريو فشل أى ائتلاف فى تشكيل الحكومة، ويجرى الاقتراع وسط إجراءات مشددة وفرض الإغلاق الشامل على الضفة وقطاع غزة، ويشكل فوز تحالف «أزرق-أبيض»، نهاية 11 عاما من حكم الليكود الذى يتبنى أجندة يمينية متطرفة، بينما إن فاز الليكود وشكل حكومة، سيسرع نتنياهو بضم مستوطنات الضفة، وغور الأردن التى تبلغ مساحتها 30% من مساحة الضفة تطبيقا ل«صفقة القرن» التى تعترف بسيادة الاحتلال على تلك المناطق. ويعيش أكثر من 600 ألف يهودى فى حوالى 140 مستوطنة بالضفة والقدس المحتلة. وفجّرت القناة 12 الإسرائيلية فضيحة جديدة ضد نتنياهو وبثّت تسجيلاً صوتياً له وآخرين كشفت فيه «كذبه على الإسرائيليين»، حينما أعلن أنّ لا علاقة له بتسجيل صوتى نُشِر لمستشار جانتس، يقول فيه إن جانتس «لن يجرؤ على ضرب إيران»، بحجة أنّ هذا خطر على إسرائيل، بينما توقعت مصادر إسرائيلية، أن يلجأ تحالف جانتس إلى سن مشروع قانون يحرم نتنياهو من تشكيل الحكومة المقبلة بسبب محاكمته المرتقبة، بالتعاون مع حزب العمل والقائمة المشتركة، بحسب ما ذكرت قناة «12» العبرية، ولكن جانتس يحتاج لدعم ليبرمان.