عزة كامل تكتب: ما نطلبه الشفافية فقط

ربما تنبأ الفيلم الأمريكى (كونتيجن) الذى أُنتج عام 2011 بفيروس يحمل نفس ما يحمله فيروس كورونا من أعراض، من حيث أماكن ظهوره وانتشاره، فى الفيلم يبدأ فى الصين وينتشر لبقية دول العالم، ويتسبب فى هذا الفيروس الخفافيش، ويظهر فى إيطاليا ثم فرنسا وإنجلترا، وسينتهى فى الدول العربية، خاصة مصر، هذا جعل الكثيرين يتساءلون: هل هذا الفيروس تم تصنيعه واستخدامه للسيطرة على العالم، أم أنه خيال فنى شاء القدر أن يتحقق على أرض الواقع؟
أعلنت الحكومة الصينية عن وفاة أكثر من 2800 شخص بسبب فيروس كورونا، وقد حصلت غالبية الوفيات والإصابات التى قاربت ثمانين ألف حالة فى مدينة ووهان، حيث ظهر الفيروس فى المرة الأولى فى ديسمبر الماضى، وخارج حدود الصين، سُجل انتشار الفيروس فى 26 بلدا، بعد ظهور نقاط انتشار جديدة فى أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، وأظهر أحدث البيانات أن الذين تأكدت إصابتهم بهذا الفيروس فى جميع أنحاء العالم تجاوز 82 ألف شخص.
وبسبب مخاوف من انتشار الفيروس، علق الجيش الكويتى الدراسة بالكليات والمدارس العسكرية لمدة أسبوعين اعتبارا من أول مارس، لأن عدد الحالات المؤكدة فى البلاد وصل إلى 43 حالة، جميعها مرتبطة بأشخاص زاروا إيران، فقد سجلت إيران وفاة 26 شخصا بسبب الفيروس، وتم إلغاء صلاة الجمعة، وإغلاق دور السينما، والمنع المؤقت للأنشطة الثقافية والمؤتمرات، وأوقفت الإمارات أيضا خدمات نقل الركاب بالعبّارات مع إيران، وعلقت روسيا بعض الرحلات الجوية من إيران وإليها، وأغلقت باكستان المدارس فى عدة مناطق، وعلقت رحلات الطيران من إيران وإليها، وألغت السعودية العمرة، وأعلنت الحكومة اليابانية إغلاق جميع المدارس على مستوى البلاد لمحاولة السيطرة على انتشار الفيروس، وقد انتشر الفيروس فى أوروبا.
وفى إيطاليا وحدها سجلت 14 حالة وفاة وفرضت حجرا على 11 بلدة فى شمال البلاد، وإسبانيا سجلت 17 حالة إصابة، وفرنسا سجلت 38 حالة إصابة وحالتى وفاة، وسجلت ألمانيا 26 حالة إصابة، وإنجلترا 15 حالة إصابة، وسويسرا أربع حالات إصابة، والعديد من البلدان تسجل حالات إصابة بشكل يومى.
وتقوم كل هذه الحكومات بإجراءات مشددة تشمل الحجر الصحى، وذلك لإلغاء التجمعات والحفلات وإغلاق المدارس والجامعات، وتعليق رحلات الطيران، ونشر الإرشادات الصحية، ومكاشفة مواطنيها والعالم بعدد الإصابات والوفيات، فهل نفعل فى مصر مثلما فعلت هذه البلدان ونركز على الوقاية منه بمزيد من الشفافية والتأهب للحد من انتشار هذا الفيروس الخطير.