رأيته يتقافز بطريقة هيستيرية هنا وهناك ... لأعلي ولأسفل للأمام وللخلف ... لا يكاد يستقر علي حال .. كان طفلا حسن المظهر ويبدو لطيف الروح ... لكنك بعد لحظات لا تكاد تسيطر علي أعصابك من شدة التوتر والضيق مما يفعل ... وتسألت مابال هذا المسكين أبخير هو؟ قالوا لي لقد خرج للتو من السجن ... سنتان قضاهما مع أمه خلف القضبان وراء الأسوار ... وانطلقت مني آهه متبوعة بهزة رأس ... لقد فهمت ... وذكرني ذلك علي الفور بمن حظروا عن الحياة سنينا عدة فمالبثوا حين خرجوا أن صاروا تماما كهذا الطفل لا يستطيعون التوقف عن الحركة والجري في كل الاتجاهات عاجزين عن اتخاذ القرار ماذا نريد حقا؟؟ لقد حفرت سنوات الحظر أثرها العميق في أنفسهم فأصبحوا تماما كهذا الطفل لا يدرون ماذا يفعلون حتي يستمتعوا بالحرية ... هي اذا صدمة الحرية! صدمة طالما أفقدت عقولا هيبتها ...! نعم للأسف