أقدمت مجموعات من الأشخاص تضم المئات ومعظمهم من الملثمين، مساء الاثنين، على اقتحام ساحتي التظاهر المركزيتين بوسط العاصمة اللبنانية بيروت (الشهداء ورياض الصلح)، وقاموا بإحراق عدد من خيام الاعتصام التي يستخدمها المحتجون للمبيت، فيما سارعت قوات مكافحة الشغب إلى التصدي لهم عبر إطلاق وابل كثيف من القنابل المسيلة للدموع على نحو أجبرهم على التراجع بشكل مؤقت. وبدا واضحا أن تلك المجموعات تنتمي لأحزاب بعينها حيث رددوا الشعارات المميزة لها، وأنهم قدموا من منطقة (الخندق الغميق) القريبة من ساحتي الشهداء ورياض الصلح بوسط العاصمة، ودخلوا في اشتباك عنيف مع القوى الأمنية، حيث رشقوا عناصر الأمن وقوات مكافحة الشغب بحجارة كثيفة، كما استخدموا مفرقعات نارية أحدثت تفجيرات مدوية في وسط بيروت. واضطرت قوات مكافحة الشغب إلى إطلاق كميات كبيرة من القنابل المسيلة للدموع، بجانب قنابل صوتية لحمل تلك المجموعات على التفرق والعودة إدراجها، لاسيما بعدما حاول هؤلاء الأشخاص تطويق ساحة الشهداء واقتحامها بالقوة من مناطق وشوارع مختلفة وهم يترجلون والبعض الآخر يستقل دراجات نارية. ودفعت تلك المجموعات من الأشخاص بصناديق وحاويات القمامة واستخدموها ساترا في مواجهة القوى الأمنية، كما قاموا بتحطيم سيارات في نطاق المنطقة وإضرام النيران في سيارة أخرى بوسط الطريق بعد أن قلبوها رأسا على عقب، ورشقوا القوات بكميات كبيرة للغاية من الحجارة، في ما غيمت سحب الدخان الأبيض على وسط بيروت جراء الإطلاق الكثيف للقنابل المسيلة للدموع بمعرفة القوى الأمنية. وشهدت شوارع العاصمة بيروت، لاسيما في نطاق ساحتي الشهداء ورياض الصلح، حالة من الكر والفر وبين تلك المجموعات من الأشخاص والقوى الأمنية، في ما دفع الجيش اللبناني بتعزيزات كبيرة من الوحدات العسكرية بعدما تصاعدت حالة التوتر في ظل إصرار المجموعات الغاضبة على اقتحام ساحتي التظاهر المركزيتين في وسط العاصمة.
