انفجر مخى وتشتت اجزاءه .. الأوضاع مخيبة للأمال .. الأخبار مليئة بدواعى الإحباط .. تعددت الأفكار وتمركزت أسئلتى فى سؤال واحد .. ماذا بعد؟ .. خرج الشعب وقال كلمته .. ووصل إلى مراده وأمنيته .. لكن ماذا يحدث؟ .. الفئات يعتصمون .. المئات يضربون .. والملايين ينتظرون .. لقد تطبع الشعب فى ظل الثلاثين عام بالفوضى والكسل والتواكل واللامبالاة وعدم الإحترام والتقليد وركوب الموجات .. تعلمنا الفوضى فأصبحنا فوضويين وتعلمنا الكسل فانتظرنا حاكمنا ورئيسنا الذى سيأخذ بايدينا ويجلسنا على قمة الدول المتقدمة ونحن خاملين فى أماكنا .. وتعلمنا اللامبالاة فتناسينا اهدافنا وارواح شهدائنا .. وتعلمنا عدم الاحترام فتركنا تعاليم ديننا وخلعنا عباءة الطهر ولبسنا ثياب الحقد والتطرف والتظاهر بالدين واتخاذه سبيلا لهدف دنيوى حقير .. ركبنا موجة الاحتجاجات والاعتصامات والاضرابات فتركنا اعمالنا واهدافنا ورقينا ونمونا وتمسكنا بالمحاكمات والاعتراضات .. الا يا شعب تستفيق يوما .. الام مصر الغالية نهضت من غيبوبتها المستمرة لثلاثين عاما على ثورة ابناءها الرجال .. فتركناها وذهبنا نحن مكانها فى غيبوبة شبه قاتلة .. الشعب يريد إسقاط النظام .. فسقط النظام .. وماذا بعد .. ماذا يريد الشعب بعد ذلك؟ .. ادعو الله ان ارى مقولة الشعب يريد الرقى والتقدم .. ما اراه الان لا يدل على ذلك .. الا يا شعب تنهض ببلدك لبر الامان .. لن ترقى امنا ولن تنهض الا بايدينا نحن .. دعونا نمضى لاعمالنا واقتصادنا واماننا .. الوصول الى القمة سهل جدا ولكن الاصعب هو الاستمرار على القمة .. ادعوك يا شعب عزيز ان تضع مصر الغالية نصب عينيك وتعمل على مسيرتها نحو القمة .. فلن تفيدنا الاعتصامات ولا الاضرابات ولا الاختلافات .. فطالما نهضت امم بتحالف قوى الشعب .. ولطالما ازدهرت عصور دول بكفاح ابناءها وبناتها .. فاللهم احفظ بلدنا وثبت إيمان شعبنا وأرشدهم الى طريق الحق والصواب