«الله محبة.. ومصر لكل المصريين» تجلت هذه العبارة بوضوح مع إعلان غروب الشمس وقرب سماع دوى مدفع الإفطار، فعندما أشارت عقارب الساعة إلى 6:53 مساءً بتوقيت الأقصر، سلّم القس فلوباتير رزق، راعى كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بغرب المحافظة، الميكروفون للشاذلى محمد أنور، أحمد مُعلمى الأزهر الشريف فى المنطقة، لرفع أذان المغرب من داخل الكنيسة؛ وأداء الصلاة داخلها فى مشهد عظيم يعزز بما لا يدع مجالًا للشك عمق العلاقة بين المسلمين والمسيحيين. تجمع عشرات المسلمين من أهالى قرية القرنة فى حفل إفطار جماعى نظّمته كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل، بحضور عدد من القيادات التنفيذية والشعبية فى مشهد رحب يجمع ولا يشتت ويصل ولا يفرق، لتصبح بعدها منطقة «قامولا» حديث الخاصة والعامة من الناس فى المحافظة، وقد أشادوا بالمبادرة التى تعبّر عن التآخى والتجانس والمودة والرحمة والمحبة، تحت رعاية الأنبا يوساب، أسقف عام الأقصر. شارك فى حفل الإفطار مئات المواطنين من أبناء القرية والقرى والمجاورة، واللواء سعد البدرى، رئيس مركز ومدينة القرنة، ومحمد العزب، سكرتير عام المجلس، وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية، وأعضاء لجنة المصالحات، وكان فى استقبالهم القمص مسعود نظير، راعى دير الأنبا لويس، وعياد مسعود، أحد القيادات القبطية، وعدد من خادميها وأقباط القرية الذين شاركوا فى المائدة فى جو تسوده المحبة والأخوة والترحاب. وقال «رزق»: «حفل الإفطار الذى أقيم يتم الترتيب له مع قدوم شهر رمضان، وندعو فيه إخواننا من جميع قرى الغرب، وتكون الاحتفالات متبادلة بين جميع الأهالى، ولا أحد يستطيع التمييز بين مسلم ومسيحى فى القرية لمدى الترابط بينهم». وأوضح «نور» أن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل ضربت مثالًا كبيرًا فى الوطنية والتآخى بين أطياف الشعب كافة، لتؤكد أن مصر نسيج واحد وتضرب المثل الأروع فى تقديم صورة واقعية للمحبة. يذكر أن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل تنظم مائدة الإفطار للعام الرابع على التوالى، لمشاركة المسلمين من أهالى القرية فرحة الشهر الكريم، كما يشارك المسلمون إخوانهم فى جميع المناسبات التى تخصهم طوال العام.
