أنطونيو جرامشي، فيلسوف ومناضل ماركسي إيطالي ولد في بلدة آليس بجزيرة ساردينيا الإيطالية في1891وتلقى تعليمه في كلية الآداب بتورينو، وعمل ناقدا مسرحيا ثم انضم إلى الحزب الشيوعي الإيطالي منذ تأسيسه وأصبح عضوا في أمانة الفرع الإيطالي من الأممية الاشتراكية. أصدر مع تولياتي في 1917 مجلة النظام الجديد وفي يوليو 1919 اعتقل لأول مرة بسبب تأييده للجمهوريتين الهنغارية والروسية، وبدأ في خريف العام ذاته تنشيط حركة «مجالس العمال» في تورينو وفي1921 أسس مع مجموعة أخرى الحزب الشيوعي الإيطالي. انتخب نائبا في 1924 وترأس اللجنة التنفيذية للحزب ووفق رؤيته السياسية يري جرامشي أنه ليس هناك انفصال بين الإنسان والأشياءالتي ينتجها، فإنه ذات ومادة اجتماعية وتاريخية مأخوذتان في علاقة جدية مع الضرورة وهذه النظرة هي التي تفسر نظرية جرامشي السياسية حيث يري أن المجتمع السياسي (أو الدولة) يتكون من أجهزة يغلب عليها القمع فالدولة تتكون من قوى كاسرة (الجيش والبوليس والقضاء التي يحل محلها خلال الأزمات منظمات خاصة كالميليشيات) ومن أجهزة تصوغ التشريعات وتطبقها (البيروقراطية، الحكومة، البرلمان) وهي الأداة التي تؤمن بها طبقة ما سيطرة على الطبقات الأخرى. وتتكون كذلك من أجهزة تغلب عليها الأيديولوجية (المدرسة، الكنيسة، الأحزاب السياسية) وتؤمن للطبقة المسيطرة رضى الطبقات الأخرى وقبولها بقيادتها لها وهكذا فإن الدور العملي للفلسفة يتجسد بالحزب الثوري، الذي يرفض الاندماج بالدولة ويقدم الصراع الأيديولوجي على ما عداه. ويركز «جرامشي» في معظم كتاباته على تحليل القضايا السياسية والثقافية وكذلك نقد الزعماء السياسيين ورجال السياسة والثقافة وكان النظام الفاشيستي الإيطالي بزعامة موسوليني قد اعتقل جرامشي في 8نوفمبر1926 وأيضا في يونيو 1928، وحكموا عليه بالسجن عشرين عاما،وكان، وهو في السجن، قد أعلن قطيعته مع ستالين، وفي السجن أيضا كتب «دفاتر السجن». وفي أغسطس 1935 نقلوه إلى عيادة خاصة بروما بسبب تدهور حالته الصحية، وتوفي «زي النهاردة» في27 أبريل 1937 متأثرا بنزيف في الدماغ ومن الكتاب الذين تأثروا به ديفيد هارفي وإدوارد سعيد وميشيل فوكو ونعوم تشومسكي.