التفاصيل الكاملة لمقتل إمام مسجد «الرحمة» بالهرم (فيديو وصور)

أثارت واقعة مقتل إمام مسجد في الهرم أثناء صلاة الجمعة بالأمس، العديد من ردود الفعل الغاضبة بعد ضبط مرتكب الواقعة. حيث فوجئ المصلون أثناء الركعة الثانية، بقيام مريضًا نفسيًا، مستخدمًا سلاحًا أبيض «سكين»، بالتعدي على إمام المسجد، أثناء صلاة الجمعة، موجهًا له عدة طعنات أنهت حياته على الفور.
بداية الواقعة.
تلقى المقدم محمد الصغير، رئيس مباحث قسم الهرم، بلاغا يفيد بمقتل إمام مسجد على يد أحد الأشخاص أثناء صلاة الجمعة، باستخدام سكين، وتمكن الأهالي من الإمساك بالمتهم لحين وصول الشرطة.
وعلى الفور انتقلت قوات شرطية تابعة لقسم الهرم إلى موقع الحادث، وتحفظت على المتهم. وأظهرت التحريات أنه أثناء الركعة الثانية من صلاة الجمعة، هجم المتهم «أحمد. م»، 41 سنة، منقطع عن العمل، يعاني من انفصام في الشخصية، على «محمد. خ» 35 سنة، إمام المسجد، ووجه له عدة طعنات أنهت حياته على الفور، وأسرع المصلون للإمساك به والتحفظ عليه وعلى السلاح الأبيض المستخدم في الاعتداء لحين وصول الشرطة.
وأشارت التحريات الأولية إلى أن دافع المتهم للاعتداء على إمام المسجد، يعود إلى أنه يعاني من مرض نفسي، وليس سببا آخر.
تحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، واستجواب المتهم.
اعترافات المتهم: «دا إبليس نفسه»
اعترف المتهم بقتل إمام جامع أثناء صلاة الجمعة، بالهرم، واصفًا المجني عليه ب«إبليس بنفسه»، فيما أرجع أحد الممسكين به، أنه قام بذلك لأن الإمام قام بالحديث عن الزواج والطلاق.
وأفادت التحريات وروايات شهود العيان بأن المتهم سدد عدة طعنات بسكين في أنحاء متفرقة من جسد المجني عليه «إمام مسجد «الرحمة»»، بشارع الأمراء بمنطقة فيصل، أثناء صلاة الجمعة.
وذكرت التحريات أن المتهم يعاني من انفصام في الشخصية، طعن إمام المسجد مرتين بسكين، فلقى الأخير مصرعه فورًا، وأن دافع الجريمة يعود لمعاناة المتهم من مرض نفسي، وليس لأي سبب آخر.
قاتل إمام مسجد الهرم.. «أستاذ جامعي»
في زقاق يونس، بمنطقة فيصل، حيث مسجد الرحمة، بالدور الأرضي للعقار رقم 73، المكون من 6 طوابق، يجاوره محل لصيانة الأجهزة الكهربائية، تسود حالة من الحزن والحسرة على وجوه سكان المنطقة، بعد الحادث.
المتهم، «أحمد» أستاذ جامعي، ويسكن في المنطقة منذ حوالي 5 سنوات، في العقار المقابل للمسجد الذي شهد الواقعة، كان يعيش رفقة زوجته وأبنائه الثلاثة «بنتان وولد»، ولكنه انفصل عن زوجته، منذ فترة ليست بالقصيرة، لأسباب غير معلومة، وأصبح يعيش وحيدًا، فيما يسكن «محمد»، إمام وخطيب المسجد، بشارع «قرطبة».
يقول «هاني»، أحد سكان نفس العقار الذي يوجد به المسجد، «مكنتش بشوف المتهم ده خالص في الشارع، رغم إنه ساكن في المنطقة من سنين، ولكن كل اللي أعرفه عنه إنه كان متزوج وانفصل عن مراته من فترة، وعايش لوحده».
وأضاف «أثناء أذان الجمعة، سمعت صوت مشاجرة أمام المنزل، وتوجهت على الفور للنافذة كي أرى ما يحدث، فوجدت المتهم يتحدث مع إمام المسجد ويقول له «عايزك تقرأ آية الكرسي مرتين وأنت في الخطبة وأثناء الصلاة»، فكان رد الإمام عليه «ممكن أعرف السبب علشان أعمل ده»، وتجمع رواد المسجد حولهما وأبعدوا المتهم عن المسجد، فانصرف بعيدا.
وتابع: «نزلنا نصلى الجمعة عادى، وأثناء الخطبة التي كانت تتحدث عن استعدادات شهر رمضان، لاحظت أن الإمام بالفعل ذكر آية الكرسي مرتين، ثم بدأت الصلاة، وفى الركعة الثانية، وتحديدًا أثناء سجودنا، سمعنا صوت (دبدبة) في المسجد، وكأن أحدًا يدخل مهرولاً، وفجأة سمعنا صوت الإمام في الميكروفون يتألم».
وأكمل شاهد العيان: «بعد سماع أنين إمام المسجد، تركنا الصلاة وتوجهنا إليه، فوجدناه غارقًا في دمائه، والمتهم يحاول الفرار من المسجد حاملاً سكينًا ملطخة بدماء الإمام، ولكننا تمكنا من إيقافه على الفور».
وتابع: «أحضر رواد المسجد وأهالي المنطقة (حبلا) لتقييد المتهم والسيطرة عليه، حتى نخطر الشرطة بما حدث، وعندما سألنا المتهم عن الأسباب التي دفعته للقيام بفعلته قال: «ده كان إبليس في الأرض.. وأنا قتلته علشان أخلص الناس منه».
وزير الأوقاف يقيل وكيل مديرية الجيزة وقياديين بمنطقة الهرم.
قرر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إعفاء كل من وكيل وزارة أوقاف الجيزة الشيخ محمد نور، ومدير إدارة الهرم الشيخ هيثم معوض، ومفتش المنطقة الشيخ على موافي، من العمل من مواقعهم القيادية والإدارية لإخلالهم بواجبهم الوظيفي، لعدم تنفيذ التعليمات بشأن منع غير المصرح لهم بالخطابة من اعتلاء المنابر.
وشمل قرار الوزير تكليف الشيخ أمين عبدالواجد، وكيل الوزارة للوجه القبلي، بتسيير أعمال مديرية أوقاف الجيزة، وذلك نظرًا لتقصيرهم في واجبهم الوظيفي وعدم تنفيذ تعليمات الوزارة بعدم إقامة الجمعة في الزوايا إلا للضرورة وبترخيص مسبق من القطاع الديني وعدم السماح لأي شخص غير مرخص له بالخطابة باعتلاء المنبر.
وقال وزير الأوقاف في بيان له: بما أن محمد العدوي المعتدى عليه بالقتل والذي كان يؤم الناس بزاوية الرحمة بمنطقة الهرم، الجمعة، ليس إمامًا بالأوقاف ولا خطيب مكافأة بها وغير مصرح له من الوزارة بالخطابة ولا علاقة له بالوزارة على الإطلاق، وقد أدى خطبة الجمعة بالمخالفة لتعليمات الوزارة، وبناء على ما عرضه رئيس القطاع الديني الشيخ جابر طايع يوسف متضمنا تقصير المذكورين في أداء عملهم والمهام المكلفين بها ومن أخصها عدم السماح لشخص غير مرخص له بالخطابة باعتلاء المنبر، قرر وزير الأوقاف ما يلي: أولا: إعفاء الشيخ محمد نور، وكيل الوزارة بأوقاف الجيزة، من العمل بأوقاف الجيزة وإلحاقه بمكتب رئيس القطاع الديني لحين انتهاء التحقيقات بمعرفة النيابة المختصة مع إحالته للنيابة وتكليف الشيخ أمين عبدالواجد بالقيام بتسيير أعمال مدير مديرية أوقاف الجيزة.
ثالثا: إعفاء هيثم معوض مدير إدارة أوقاف الهرم وعلي موافي مفتش المنطقة التي تتبعها الزاوية من العمل القيادي وعودة كل منهما للعمل إماما وخطيبا بأوقاف الجيزة وإحالتهما للنيابة للتقصير والإهمال في العمل والإخلال بأخص خصوصيات الواجب الوظيفي المكلفين به، رابعا تكليف الإدارة المركزية للشؤون القانونية بديوان عام وزارة الأوقاف بمتابعة التحقيقات الجارية في الحادث، ومعرفة أسباب ارتكاب الجريمة التي تمت اليوم بالزاوية المذكورة.
كما تضمن قرار وزير الأوقاف التنبيه على جميع وكلاء الوزارة ومديري العموم والإدارات بأن السماح لشخص غير مصرح له بالخطابة بصعود المنبر إخلال جسيم بالمهام المكلفين بها يستوجب الإعفاء الفوري من العمل القيادي والإحالة للنيابة المختصة، وذلك حفاظا على ما تحقق من إنجازات في منع غير المصرح لهم بالخطابة من صعود المنبر، خامسا تستنكر الأوقاف بشدة وقوع هذا الحادث وتأسف له وتدين بشدة مرتكبه وتتابع بترقب شديد نتائج التحقيقات مؤكدة أنها لا تقصر في حماية العاملين بها وأن الشخص الذي حاول الاعتداء على إمام أحد المساجد بمحافظة الإسكندرية قد تم القبض عليه وإحالته إلى مستشفى الأمراض العقلية للكشف على قواه العقلية كما تم إحالته للمحاكمة، وحددت جلسة 11 إبريل الجاري لمحاكمته في محاولة الاعتداء على إمام المسجد أثناء أداء خطبة الجمعة، كما تم القبض على مرتكب جريمة اليوم وجار التحقيق معه وستكشف جهات التحقيق كل ما يتصل بملابسات الحادث.
وأضاف وزير الأوقاف: «وفِي هذا الصدد فإننا على وشك الانتهاء من مشروع كتاب هام جدا حول حماية دور العبادة ومن المنتظر الانتهاء منه قبيل شهر رمضان المبارك، وفور الانتهاء منه سنعد مشروع قانون لتغليظ عقوبة الاعتداء على دور العبادة أو أي من روادها أو العاملين بها أثناء أدائهم مهام عملهم بما يناسب حرمتها وقدسيتها ويردع كل من تسول له نفسه الاعتداء عليها أو على أي من روادها أو العاملين بها».
واختتم وزير الأوقاف: «لطالما أكدنا على ذلك مسبقا ونبهنا عليه، مما يجعل الإعفاء الفوري لأي قيادة تسمح لغير المصرح له بالخطابة من صعود المنبر أو تقصر في الحفاظ على المنابر من اعتلاء غير المصرح لهم بالخطابة لها هو القرار المناسب لمن يقصرون في الحفاظ على المساجد ومنابرها ورسالتها السمحة».