ندوة «الحكي والسرد الرقمي» بمؤتمر القاهرة للإعلام: المصداقية أصبحت في خطر

انطلقت فعاليات مؤتمر القاهرة للإعلام في دورته الثانية، الذي ينعقد على مدار يومي 3 و4 أبريل، وتنظمه الجامعة الأمريكية في القاهرة بالتعاون مع جامعة «أوسلو ميت» النرويجية، ومنتدى المحررين المصريين والبرنامج المصري لتطوير الإعلام.
وناقشت الندوة الأولى بعنوان «الحكي والسرد الرقمي أو الديجيتال»، أن القصة دائما هي كلمة السر. لكن في العصر الرقمي، كلما تمكن فريق العمل من إتقان جميع
العناصر، النص والصوت والمؤثرات الصوتية والفيديو والرسومات، وربما حتى التفاعل مع الجمهور، كلما كان المنتج أكثر نجاحًا. وحاول المتحدثون الإجابة على عدة تساؤلات أبرزها هل خريجو الإعلام الشباب مستعدون لمواكبة تطورات واحتياجات عصر الإعلام الرقمي؟ ما مدى إدراك المهنيين واللاعبين الأساسيين في مهنة وصناعة الإعلام؟
وتحدث نبيل فهمي، وزير الخارجية السابق، عميد كلية الدراسات الدولية بالجامعة الأمريكية، عن الاختلافات بين الصحافة والسرد القصصي في العصر الرقمي وفي العقدين الماضيين، وقال «في التسعينات كنا نستخدم الآلات الكاتبة في العمل الصحفي، لكن الآن أصبحت التكنولوجيا شيئًا مهمًا، والفارق أنها تساعدنا على كيفية سرد الحكاية».
وعن أهمية ودور الإعلام الرقمي، أوضح «فهمي» أن «الرسائل الرقمية عادة ما تكون قصيرة، وهي مهمة وفعالة للغاية في كسر الجسور من أجل سرد الحكاية وتوصيل المعلومة للجميع باختلاف ثقافاتهم واستيعابهم في العالم بأسره، والتكنولوجيا الرقمية مهمة بالنسبة إلينا لكن يجب الأخذ في الاعتبار الإطار الأخلاقي لهذه الصحافة الرقمية، حتى نناقش من يقوم بإلقاء هذه القصص».
لكن يوجد ثمة جوانب سلبية لعصر الإعلام الرقمي من وجهة نظر «فهمي» الذي قال «في العقود السابقة في أمريكا على سبيل المثال كان الناس يرتبطون بالمحتوى الصحفي ويصدقونه، لكن اليوم الأمر اختلف فنحن نستمع إلى أخبار كثيرة عن طريق الموبايل، وهذا ما أثر كثيرا على التكنولوجيا الرقمية ودور الصحافة في السرد».
وتحدث طارق عطية، مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة البرنامج المصري لتطوير الإعلام EMDP، عن ضرورة التعاون بين كل الأطراف المعنية من أجل تطوير مهنة الإعلام، كما أكد على أهمية تشارك التجارب والخبرات التي مر بها المختصين بالميديا حول العالم لحماية المهنة وتقديم المصداقية والمهنية في هذه المهنة.
وأوضح أنه أصبح من الضروري على الإعلام أن يواكب العصر الحالي ويواكب كل جديد على المنصة الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي وخلق نوع من الانضباط والتأكد من صحة الأخبار والتحقق من مصداقيتها.
وخلال كلمته، قدم روني كلوس، مدرس قسم الصحافة والاعلام، الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أحد طلابه وهي الطالبة، ندى موصوف، لتتحدث عن الحكي عبر القصص الرقمية. كما عرض تجربتين في صناعة الأفلام التسجيلية أحدهم عن قبيلة الجبلاية بسيناء وعرضت فيه مدى تأثير التكنولوجيا على عاداتهم البدوية. وفيلم أخر من سويسرا عرضت فيه مدى تأثر لغة سويسرا الأصلية بالتكنولوجيا لدرجة وصولها حافة الاندثار ومحاولات إعادة إحيائها.
وسلط أكرم ألفي، رئيس مكتب جريدة الاتحاد الإماراتية في القاهرة، الضوء على مفهوم الصحفي الشامل، وقال إن «التخصص مطلوب في مجالنا جدا واقف دائما ضد فكرة الصحفي الشامل، وادعم فرق العمل وأرفض فكرة ال one man crew».
وأضاف أنه «نحتاج عنف وصرامة وحزم في العمل بمجال الإعلام في مصر»، مشيرا إلى أن ما يغير العالم فريق العمل وليس الصحفي الشاطر، كما أن عصر السبق الصحفي ولى واندثر.
«الإعلام الرقمي أصبح مسؤولية يجب على وسائل الإعلام المختلفة حول العالم مراعاتها وتحملها عل أكمل وجه» بهذه العبارة بدأت مونيكا ليد، المسئولة عن تطوير الديجيتال في التليفزيون النرويجي العام، كلمتها خلال المؤتمر.
قالت: «نشعر أنه لدينا مسئولية خاصة تجاه الصحافة مصحوبة بطموح لتطوير المجال، ولدينا اتجاه كبير لاستخدام التكنولوجيا في سرد القصص الصحفية لأنه لدينا أكثر من 71% من المستخدمين يتابعونا عبر الهواتف الذكية».
وتعزيز ثقة وكفاءة الصحفي تعتب من أهم الأولويات من أجل الحصول على إعلام رقمي منضبط وفعال، بحسب ما تعتقده «ليد»، التي أوضحت أنه «من خلال تجاربنا السابقة تعلمنا أنه يجب أن يتم إعطاء الصحفي الطموح والثقة لإنتاج قصص ذات جودة عالية، علينا رفع مستوى طموحنا كل يوم أكثر من اليوم السابق».