التجربة السياسية الوحيدة له تتمثل بأدائه دور أستاذ تاريخ يصبح رئيسا للبلاد بشكل مفاجئ في مسلسل تليفزيونى، إنه المرشح الرئاسى الأوكرانى، والممثل الكوميدى فلاديمير زيلينسكى، الأوفر حظا للفوز برئاسة أوكرانيا، بعد أن أعلنت لجنة الانتخابات المركزية في أوكرانيا أن البلاد ستشهد جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية، بعد فشل كل المرشحين ال39 في الحصول على 50% من أصوات الناخبين في الجولة الاولى التي جرت الأحد. وبعد فرز 75% من صناديق الاقتراع، الإثنين، حقق زيلينسكى، البالغ من العمر 41 عاما، تقدما مريحا على الرئيس الأوكرانى الحالى، بترو بوروشينكو في الانتخابات التي وصفتها مفوضية الانتخابات الوطنية بأنها كانت حرة ونزيهة إلى حد كبير، وحصل زيلينسكى على 30.2% من الأصوات بعد فرز 75% من صناديق الاقتراع، وتمثل النتيجة تحديا قويا للسياسى المخضرم بوروشينكو الذي حصل على 16.6% من الأصوات، وكذلك رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو التي احتلت المرتبة الثالثة بنسبة 13.1%، ورفضت تيموشينكو تلك النتائج واعتبرتها «غير نزيهة»، وأعلنت فوزها بالمركز الثانى وتحدثت عن «تلاعب»، ممهدة لاعتراضات واضحة على حصيلة الانتخابات في بلد عرف ثورتين منذ نيله استقلاله قبل 28 عاماً. وتقلصت قائمة المرشحين من 39 مرشحا إلى مرشحين فقط، وسيتنافس زيلينسكى وبوروشينكو في جولة الإعادة التي ستجرى في 21 إبريل، ويتعين على الكوميديان، الوافد الجديد على عالم السياسة، إقناع الناخبين بأنه مستعد لقيادة دولة في حالة حرب، منذ أن أطاحت احتجاجات الثورة البرتقالية عام 2014 بالحكومة المؤيدة للكرملين وضم روسيا شبه جزيرة القرم. وتعرض زيلينسكى لانتقادات كونه غير معروف ويفتقر للخبرة السياسية، ولم يطرح في خطاب ألقاه، الأحد، مزيدا من التفاصيل حول ما سيفعله إذا فاز بالمنصب في الجولة الثانية. ويرفض كل من زيلينسكى وبوروشينكو إعادة أوكرانيا إلى فلك روسيا، بينما أبدى الكرملين ارتياحه للنتائج، وأعلن رفضه وصول بوروشينكو مجددا للرئاسة ووصف حزبه بأنه حزب «الحرب»، لكن المستثمرين يحرصون على معرفة ما إذا كان الرئيس المقبل سيجرى الإصلاحات المطلوبة للحفاظ على استمرار البلاد ضمن برنامج إنقاذ يقدمه صندوق النقد الدولى ويدعم أوكرانيا خلال الحرب والركود الحاد وتراجع العملة. واستفاد زيلينسكى من عرض قناة تليفزيونية العديد من عروضه الساخرة ووثائقيا عن رونالد ريجان، الممثل الذي انتُخب رئيسا للولايات المتحدة في عام 1981، وأدى زيلينسكى صوته في الدبلجة، وعرضت تلك البرامج قناة «1+1» التابعة لرجل الأعمال الأوكرانى إيجور كولومويسكى، عدو بوروشينكو، وفى هذا الصدد، اتهم البعض زيلينسكى بأنه دمية بيد كولومويسكى وهو ما نفاه المرشح، ويشرف أكثر من 2300 مراقب دولى على سير العملية الانتخابية. وقال زيلينسكى في مارس الماضى: «نعم، ليس لدىّ خبرة لكن لدىّ ما يكفى من الطاقة والقوة، بالتأكيد لا أعرف كل شىء، لكننى في طور التعلم»، ولم يلجأ المرشح إلى الطرق التقليدية للحملات الانتخابية، بل فضل العروض المسرحية وشبكات التواصل الاجتماعى، وقضى الساعات الأخيرة من حملته الانتخابية، الجمعة الماضى، في أداء عروض مع فرقته في إحدى ضواحى العاصمة الأوكرانية كييف، وتقع أوكرانيا على أبواب الاتحاد الأوروبى، ويبلغ عدد سكانها 45 مليون نسمة، وهى من أكثر الدول فقرًا في أوروبا.