أمرت المستشارة أماني الرافعي، رئيس هيئة النيابة الإدارية، الأحد، بإحالة واقعة تثبيت تمثال أثري ب«مسامير» زاوية «شناكل» بمتحف سوهاج القومي، للتحقيق العاجل أمام النيابة الإدارية في سوهاج، بالقسم الثالث، وإعلان نتائج التحقيقات فور الانتهاء منها. وقالت النيابة الإدارية في بيان لها، الأحد، إن النيابة تحقق فيما جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن صور لقطع أثرية مثبتة بمسامير معروضة في متحف سوهاج القومي، الأمر الذي يشكل متى ثبت صحته، مخالفة لكل القواعد والآليات الدولية المعترف بها للتعامل مع القطع الأثرية المختلفة، ويمثل تهديدا لسلامة تلك القطع التي تشكل إرث مصر الحضاري عبر التاريخ. وأضاف البيان أن ذلك يأتي في ضوء تنفيذ تكليفات المستشار أماني الرافعي بمتابعة وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعي، وفحص ما قد يشكل أي مخالفة أو شُبهة فساد ما تختص به النيابة الإدارية ولائيًا، تمهيدا لإحالته للتحقيق أمام النيابة المختصة. من جانبها، أصدرت وزارة الآثار بيانًا، الأحد، بشأن الواقعة، مؤكدة أن طريقة تثبيت رأس التمثال بالمسامير تستخدمها جميع متاحف العالم، والمتاحف المصرية لتثبيت القطع الأثرية ثقيلة الوزن وضخمة الحجم. وقال رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار، إلهام صلاح الدين- في البيان- إن ما تم استخدامه في تثبيت رأس التمثال في متحف سوهاج القومي عبارة عن دعامات معدنية اُستخدمت بصفة مؤقتة لحين تثبيت هذه القطع على قواعد العرض المتحفي الخشبية، والمعدنية المعدة خصيصا لها. وأضافت أنه تمت إزالة هذه الدعامات بعد ضمان التأكد من عملية التثبيت على القواعد، لافتة إلى أن القطع الأثرية بالمتحف يصل وزن الواحدة منها إلى أكثر من ربع طن، مما كان يستوجب استخدام هذه الدعامات المعدنية من أعلي لضمان استقرار القطع على قواعد العرض الدائمة لها من أسفل. كان نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى قد تداولوا صورا لرأس تمثال أثرى مثبته في حائط بمسامير زاوية «شناكل» داخل متحف سوهاج القومى، الذي افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى في أغسطس الماضى، بصورة غير لائقة ومشوهة لشكل العرض المتحفي للتمثال . وسخر عدد من النشطاء على موقع «فيس بوك» من صور تثبيت التمثال بالشناكل، مطالبين ب«إجراء تحقيق عاجل في الواقعة، ومحاسبة المتسببين في هذا العرض المشوه للقطع الأثرية، على الرغم من حداثة افتتاح المتحف». وقال مصدر مسؤول بآثار سوهاج ل««المصرى اليوم»، إن «رأس التمثال المثبتة بالمسامير والمتداولة على مواقع التواصل الاجتماعى هي للملك رمسيس الثانى، كما يوجد لوحتين حجريتين أيضا داخل المتحف للإله أوزوريس بأبيدوس مثبتتين بالمسامير، مؤكدا أنه تم تثبيت القطع الأثرية بهذه الطريقة لضمان عدم سقوطها على الأرض من أعلى القواعد الموضوعة عليها، وأنه لا توجد مشكلة أو خطر على الآثار من تثبيتها بالمسامير، منوها إلى أن عملية تثبيت هذه القطع تمت قبل افتتاح المتحف بحضور الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، والدكتور مصطفى وزيري، أمين عام المجلس الأعلى للآثار». وقال أحمد عز، مدير متحف سوهاج، إنه «تولى إدارة شؤون المتحف منذ شهر تقريبا، وأن رأس التمثال مثبته بهذا الشكل منذ 5 شهور قبل توليه إدارة المتحف، مؤكدا أن الرأس مثبته أيضا «بخوازيق» من أسفل، وأن تثبيتها بالمسامير كان هدفه تأكيد الحماية، وأن عملية تثبيتها بالمسامير صحيحة أثريًا». وتابع عز «أن «جميع القطع الأثرية الموجودة في المتحف أصلية، ولا يوجد بالمتحف قطع مستنسخة، منوها إلى أنه تم إزالة المسامير المثبتة في رأس التمثال عقب حالة الجدل والسخرية التي أحدثتها الصور على فيس بوك». ومن جانبه قال الدكتور أحمد الأنصارى، محافظ سوهاج، إنه «لا يستطيع أن يبدى رأيه الشخصي في الواقعة لأنها أمر يتعلق بالآثار ويحتاج رد خبراء ومتخصصين، لكن من نظرة أي شخص غير خبير تقول أن تعليق أو تثبيت التمثال بهذا الشكل ليس بالطريقة المثلى وبالتأكيد هناك طرق أفضل من ذلك، واصفا تصوير التمثال وهو مثبت بهذا الشكل باللقطة القوية، لأنه زار المتحف أكثر من مرة ولم يلفت انتباهه تثبيت رأس التمثال بالمسامير». وأكد المحافظ أنه «خاطب وزارة الآثار للتحقيق في الواقعة، وإصدار بيان بشأنها، وأنه في انتظار رد خبراء الآثار بشأنها، وسيكون هناك حساب في حال إذا ثبت أن هناك إهمال أو خطأ في تثبيت رأس التمثال بهذا الشكل».
