هُنا الجابون.. حكاية 120 دقيقة لانقلاب انتهى قبل أن يبدأ (تقرير بالفيديو)

«طفح الكيل من سيطرة رئيس مريض على فراش الموت على الحكم».. كانت هذه الرسالة التي كان يريد 5 من الضباط في الجيش الجابوني إيصالها، بعدما طال غياب الرئيس على بونجو، الذي يعالج من سكتة دماغية منذ أكثر من 5 أشهر، لكنه استمر في الإمساك بمقاليد الحكم من فوق سرير، ولا يعلم الأطباء متى ستنتهي.
أعلن 5 من الضباط في الجيش الجابوني تشكيل ما سموه «مجلس وطني للإصلاح» وسط إطلاق نار في العاصمة ليبرفيل، وأعلن الضباط بيانهم في غياب الرئيس على بونجو الموجود في نقاهة خارج البلاد، في رسالة تليت عبر الإذاعة الرسمية قرابة الساعة السادسة والنصف صباح الاثنين.
وقال زعيم ما أطلق عليه «الحركة الوطنية لقوات الدفاع والأمن في الجابون»، الملازم كيلي أوندو أوبيانج، إن الحركة قررت أن تتولى مهامها على إثر الوضع الصحي الغامض لرئيس البلاد، مضيفا أن ثمة أسئلة تطرح حول قدرة الرئيس على ممارسة مهامه المرتبطة برئاسة الجمهورية، وأن هذا الأمر أثر على الجابون وصورتها أمام العالم.
#Gabon Coup unfolding. The army has taken control of #Libreville pic.twitter.com/WOpTQObL4W
— CGR.NewYork (@CGR_newyork) 7 يناير 2019
ولكن الانقلاب كتب عليه الفشل منذ لحظته الأولى، حيث سمعت طلقات نارية داخل مبنى الإذاعة بالتزامن مع الإعلان عن الانقلاب، وأعلنت مصادر حكومية اعتقال الضباط المتورطين في محاولة انقلابية، مؤكدة أن الوضع بات تحت السيطرة.
وكان بونجو قد أكد، في خطاب رسمي وجهه من المغرب إلى شعبه بمناسبة حلول السنة الجديدة 2019، أنه يشعر بتحسن وسيحل ببلده قريبا جدا.
وقال في خطابه، الذي دام دقيقتين، إن «السنة الماضية عرفت تطبيق عدد من الإجراءات القوية من أجل تحقيق التوازن المالي»، لكن لم يستفض في هذا الموضوع وركز الحديث على صحته.
ويعد هذا الخطاب هو أول خطاب لبونجو، كما يعتبر أقصر خطاب رسمي يوجهه إلى شعبه وبث على وسائل الإعلام الجابونية ومواقع التواصل الاجتماعي، ليلة الثلاثاء الماضي.
وكان بونجو قد أودع المستشفى يوم 24 أكتوبر من العام الماضي، في العاصمة السعودية الرياض، بسبب ما وصفته الرئاسة الجابونية ب«معاناة من إعياء شديد»، لكن ندرة الأخبار عن حالته الصحية كانت وراء خروج قنوات كاميرونية خاصة تتكهن بوفاته، في حين ذكرت وسائل إعلام أخرى، نقلا عن مصادر رسمية، تعرض رئيس الجابون إلى سكتة دماغية.
وزار على بونجو، في أواخر نوفمبر الماضي، المغرب، حيث كان في استقباله الملك محمد السادس، وتم تبرير هذا التحرك بمواصلة الرئيس الجابوني علاجه في الرباط. بينما شجع الصمت الرسمي والغياب المطول لبونجو عن بلاده في تقوية لانتقادات المعارضة الموجهة صوب «فراغ السلطة القائم».
مرض الرئيس أخرج قرارا من المحكمة الدستورية في الجابون، يوم 14 نوفمبر الماضي، أقرّ تعديل الدستور للسماح إلى نائب الرئيس، بيير كلافير ماغانجا، برئاسة مجلس الوزراء في غياب بونجو، الذي خلف والده في رئاسة البلاد عام 2009، قبل أن تتم إعادة انتخابه في عام 2016 وسط أجواء مضطربة أسفرت عن مقتل العديد من الأشخاص واعتقال نحو ألف آخرين.