هاجمني الكثيرين عندما ناديت بالتصويت ب (لا) في استفتاء تعديلات الدستور يوم 19 مارس الماضي لأنها تعديلات واهية في دستور عوار سقطت شريعته بسقوط من وضع نصوصه ولكن هيهات هيهات لمن تنادي وجاءت النتيجة المخيبة للآمال والسبب هم الإخوان والحزب الوطني المنحل يوم قاموا بتوزيع المنشورات المطالبة بالتصويت (بنعم) من إجل الإستقرار تحت حماية المجلس العسكري الذي كان يريد أيضا التصويت بنعم.. ومرت الأيام ووصلنا لإكثر من 55 يوما ولم نرى أي استقرار بل زاد الطين بلة ما تم استحداثه من فتن أخرها فتنة إمبابة الطائفية والوقيعة بين المسلمين والمسيحين والسبب كما ظهر أمام العيان أنهم السلفيين المتشددين والداعين لإقامة الدولة الاسلامية والقضاء على كل البدع وأخرها هدم الأضرحة.. الغريب في الأمر هو غياب الإخوان عن الساحة بعدما قاموا بركوب موجة الثورة وادعوا أنه لولاهم ما نجحت الثورة وحاولوا التفاوض مع نائب الرئيس المخلوع اللواء عمر سليمان تحت شعار الحوار الوطني من أجل مصر ولكنهم وعلى ما يبدو أنهم فشلوا في تحقيق ما أرادوا فتواروا عن الأنظار ووضعوا مكانهم بعبع جديد إسمه السلفيين لم نكن نسمع عنهم لوقت قريب.. والأغرب من ذلك هو استمرار الغياب الأمني بالشوارع على الرغم من وجود وزيرا للداخلية يدعى اللواء منصور العيسوى مطالب ببث الأمن في نفوس المواطن لا تركه فريسة للبلطجة والعنف وما أكثر حوادث العنف وجرائم السرقة بالإكراه وفي وضح النهار في حماية القلة المتواجدة من عناصر الامن وحادث مستشفى المطرية ليس ببعيد ولقد طالبت وناديت بسن قانون الإعدام لكل بلطجي يقوم بترويع مواطن آمن .. ومنذ قيام ثورة 25 يناير وحتى وقتنا هذا لم تحقق الثورة أياً من مطالبها حتى محاكمة الفاسدين جاءت على استحياء ولم نسمع إلا عن حبس العادلي وزير الداخلية السابق 12 سنة بتهمة استغلال النفوذ وإهدار المال العام وكذلك الحال بالنسبة لزهير جرانة وزير السياحة السابق الذي تم الحكم عليه بالحبس 5 سنوات ولكن ماذا عن رأس الأفعى وزعيم الأبالسة المخلوع مبارك وأبنائه الشياطين الصغار وعز مايسترو الفساد الأول وصفوت الشريف محظية الملك وزكريا عزمي هامان فرعون الملعون.. ومما لاشك فيه أن سبب المماطلة في محاكمة مبارك على الأخص هو ضغط ملوك الخليج على المجلس العسكري وعصام شرف رئيس الحكومة خوفا من تكرار سيناريو المحاكمة مع باقي الحكام العرب وتهديد هؤلاء الحكام الفاسدين بطرد العمالة المصرية من أراضيها في حالة محاكمة مبارك تضع المجلس العسكري في وضع حرج وأنا لا أري عيباً في عودة أبناؤنا بالخارج فالوطن بحاجة لهم ولخبراتهم واموالهم وسيناء تناديهم فاتحة ذراعيها لهم فليدخلوا مصر إن شاء الله آمنين