يشهد البرلمان البريطانى، الأربعاء، اقتراعا لسحب الثقة من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى، وسوف يتم إعلان نتيجته في المساء.و حسب ال«بي بي سي» يأتي اقتراع نواب المحافظين بين الساعة السادسة مساء والساعة الثامنة مساء بتوقيت جرينتش، في مجلس العموم وستعلن النتائج في أقرب وقت ممكن. و جاء ذالك بعد أعلن جراهام برادي رئيس النائب الذي يرأس اللجنة أن الحد الأدنى للتصويت على الثقة- أي ما يعادل 15٪ من أعضاء مجلس النواب- قد تم تمريره. و هو ما يعرف باسم لجنة 1922 في الحزب، تجاوز الحد اللازم لإجراء الاقتراع البالغ 48 رسالة المطلوبة لاقتراع لحجب الثقة في رئيس الوزراء صباح يوم الاربعاء. و من المتوقع ان تقاتل السيدة ماي الآن من أجل منصبها في رئاسة الوزراء وسط أزمة في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. و نقلا عن «سي إن إن»، تعهدت تيريزا ماي صباح يوم الأربعاء، بالقتال من أجل حياتها السياسية بعد أن أثار أعضاء من حزبها تصويتًا بعدم الثقة في قيادتها بسبب تعاملها مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي, وبعد تأجيل التصويت على مشروعها للخروج من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، مؤكدة أن تغيير قيادة حزب المحافظين حاليا سيضع مستقبل البلاد في خطر. وفقا لصحيفة «»الميرور «البريطانية قالت ماي ان»أي تغيير في القيادة يعني تأجيل أو إلغاء اتفاق بريكست«، مضيفة أن»الشعب يريد إكمال طريق البريكست وعلينا الالتزام بإعادة بناء البلاد«. وعن خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي، والتي تواجه معارضة واسعة بالبرلمان، قالت ماي «في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخنا، ينبغي تأمين اتفاق خروج يلبي نتائج الاستفتاء» و كما جاء في «سي إن إن» إذا فشلت في الفوز بأصوات الليلة، فإنها ستخرج من منصب رئيس الوزراء البريطاني، وسيبدأ حزب المحافظين على الفور في البحث عن زعيم جديد ورئيس وزراء جديد. في الأيام الأخيرة، عانت ماي من اخفاقات محرجة في البرلمان، وفي الأسبوع الماضي، صوّت مجلس العموم عليها في ازدراء البرلمان -وهي المرة الأولى التي يتم فيها توجيه أي لومٍ لرئيس وزراء بهذا الشكل- بسبب عدم الإفصاح عن النصيحة التي قدمها محامو حكومتها بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وفي يوم الإثنين، أجلت ماي التصويت على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى «بريكست», الذي كان مقررا الثلاثاء، تحسبا لرفض البرلمان للاتفاق، وأعلنت أن التصويت سيتم قبل الحادى والعشرين من يناير من العام المقبل, معترفةً أنه «إذا تقدمنا لإجراء التصويت غداً، فسيتم رفض الصفقة بحد كبير.» هذا الأمر جعل مصير حكومتها على المحك، في حين تصر ماى على أن اتفاقها للخروج من الاتحاد الأوروبى هو السبيل الوحيد المتاح، وأن البدائل تتمثل في خروج مؤلم دون اتفاق أو ربما عدم الخروج على الإطلاق، وفقا لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية. و بحسب موقع «نيو يورك تايمز»، يقول المشرعون إن الآراء حول هذا الموضوع، التي هيمنت على السياسة البريطانية منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، هي مجزأة إلى درجة أن أي نهج لم يحظ بدعم الأغلبية في البرلمان، وربما ليس بين المحافظين أيضا. و قد ظهرت السيدة ماي ماي المتحدية صباح الأربعاء خارج المقر الرسمي لرئيس الوزراء، للاحتجاج بأن المستفيدين الوحيدين من التصويت بحجب الثقة هم حزب العمال المعارض. يذكر أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، كان بناءً على استفتاء جاءت نتيجته 51.9% من الناخبين البريطانيين لصالح الخروج، ورغم ذلك كانت توجد خلافات كثيرة بين أعضاء حزب المحافظين بخصوص البريكست، حيث هناك من يريد قطع كل الجسور مع بروكسل، وبالتالى تصبح بريطانيا خارج الاتحاد بصفة نهائية، وهناك من يريد الاحتفاظ بعلاقات قوية مع الاتحاد، ما يعنى الاستفادة من مزايا السوق الأوروبية.