«أنقذوا الأطفال»: 85 ألف طفل يمنى ماتوا بسبب الجوع

قالت منظمة أنقذوا الأطفال «سيف ذى تشيلدرن» إن 85 ألف طفل دون سن الخامسة قد يكونون توفوا بسبب الجوع والأمراض المرتبطة به منذ تصاعد النزاع فى اليمن، فى الوقت الذى تجددت فيه المواجهات بين القوات اليمنية الموالية للشرعية والمتمردين الحوثيين فى مدينة الحديدة الساحلية الاستراتيجية غرب اليمن، بالتزامن مع مساعى المبعوث الدولى إلى اليمن، مارتن جريفيث، فى صنعاء للتحضير لمؤتمر السلام حول البلاد المزمع عقده قبل نهاية العام الجارى فى السويد.
وأوضحت منظمة أنقذوا الأطفال أنها استعانت ببيانات للأمم المتحدة لتقييم معدلات الوفيات لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخامسة ويعانون من سوء التغذية الحاد فى الفترة من إبريل 2015 حتى أكتوبر 2018، وأكدت المنظمة فى تقرير أن «84700 طفل تقريبا كانوا يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم قد يكونون توفوا» فى هذه الفترة. وقالت منظمة «أنقذوا الأطفال»- مقرها بريطانيا- إن هذا العدد يساوى مجموع من هم دون الخامسة فى برمنجهام، ثانى أكبر المدن البريطانية، وفى الشهر الماضى، حذرت الأمم المتحدة من أن ما يصل إلى 14 مليون يمنى باتوا على حافة المجاعة.
وقالت منظمة «أنقذوا الأطفال» إن العدد الذى أعلنته لحالات وفاة أطفال دون سن الخامسة لم يتلقوا علاجا من سوء التغذية الحاد يستند إلى بيانات جمعتها الأمم المتحدة، كما يؤدى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض قيمة العملة اليمنية نتيجة للحرب الأهلية إلى تعريض المزيد من الأسر لخطر انعدام الأمن الغذائى. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» إن 2500 مدرسة من أصل نحو 16 ألفا باتت خارج إطار الخدمة حاليا بسبب النزاع، ويحرم توقّف هذه المدارس تعليم 1.84 مليون طفل من الدراسة لينضموا إلى نحو 1.6 مليون طفل آخر لا يرتادون المدرسة منذ ما قبل النزاع، وحذّرت «يونيسيف» من أن 4 ملايين طالب آخرين يواجهون خطر الحرمان من التعليم، خصوصا فى المحافظات الشمالية الخاضعة فى غالبيتها لسيطرة الحوثيين، بسبب عدم تلقى المدرسين رواتبهم منذ عامين.
وأدت الحرب منذ بدء عمليات التحالف العربى فى مارس 2015 إلى مقتل نحو 10 آلاف شخص، معظمهم من المدنيين، وبينهم أكثر 2200 طفل، كما أصيب عشرات الآلاف بجروح، من بينهم نحو 4 آلاف طفل.
وفى الحديدة، اندلعت اشتباكات عنيفة مجددا فى تصعيد جديد قبل ساعات من وصول مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيث إلى صنعاء، فى محاولة لعقد مفاوضات سلام بين أطراف النزاع اليمنى قبل نهاية العام، وقال شهود عيان إن أصوات الاشتباكات العنيفة يمكن سماعها فى الأحياء الجنوبية للحديدة.. وفى الجهة الشرقية، أفاد سكان بأن اشتباكات عنيفة تدور عند أطراف أحياء سكنية، وأن شظايا القذائف تتساقط فى هذه الأحياء.
وبعدما حصل على تأكيد رسمى من الحكومة المعترف بها دوليا بالحضور، يسعى «جريفيث» فى العاصمة الخاضعة لسيطرة المتمردين لإعداد خريطة طريق لمشاركة الحوثيين فى المحادثات المرتقب عقدها فى السويد قبل نهاية العام، والتقى المبعوث الدولى قيادات من المتمردين الذين أعلنوا منذ 3 أيام وقف إطلاق الصواريخ على السعودية والإمارات استعدادا لمؤتمر السويد حول السلام فى اليمن، وقال «جريفيث» لقناة «سكاى نيوز» إنه يأمل أن يلتقى الغرماء باليمن فى السويد «خلال الأسابيع القليلة المقبلة» للتوصل إلى «صيغة مناسبة لاشتراك الحوثيين والأطراف السياسية الأخرى فى اليمن فى حكومة وحدة».