من فات قديمه.. السيد عبده سليم صانع تماثيل «أصحاب جائزة نوبل»

تحدى النحات السيد عبده سليم فكرة المركزية وبقى فى محافظته كفر الشيخ وفى إحدى قراها وهى (إبشان) مركز بيلا أسس أتيليه ومعملا لصناعة وصب التماثيل البرونز فكان أول من أعاد سباكة البرونز إلى النحت المصرى بعد غياب طويل، وقد شهدت تلك الفترة صعودا للنعرات التحريمية التى تعتبر التماثيل أصناما، وعن هذه المغامرة يقول «سليم»: «كان هذا فى أواخر السبعينيات وقد واجهت تحديات كبيرة، لأن صيحات التحريم كانت متصاعدة، حيث اعتبار المنحوتات أصناما، وأمكننى استقطاب أصحاب هذه الرؤى التحريمية من خلال حوار هادئ وخلاق ثم تغيرت المفاهيم تدريجيا وتفاعلوا وأنجزت معظم أعمالى هناك كما نفذت أعمالا فى المسبك لنحاتين معروفين»، لقد حل هذا المسبك مشكلة كبيرة لتلاميذه وأبناء جيله بل والنحاتين عموما حيث وفر لهم مكانا مجهزا لتنفيذ أعمالهم حتى إن فنانا كبيرا مثل آدم حنين وأحمد سطوحى وصبحى جرجس ومصطفى الرزاز صبوا أعمالهم النحتية البرونزية فى هذا المسبك، كما درب سليم عددا كبيرا من الخريجين والفنيين وعن هذا يقول: «لقد نفذت معظم التماثيل البرونز فى الأتيليه بكفرالشيخ كأول مسبك للبرونز فى مصر ومن هذه التماثيل تمثال العقاد وأمير الشعراء أحمد شوقى وتحول إلى مزار للفنانين وأنا حاليا مشغول فى إقامة مركز للنحت فى أبى رواش على الطريق الصحراوى وسيضم مسبكا أيضا».
وللسيد عبده سليم أكثر من 16 تمثال فى ميادين المدن المصرية ومنها تمثال نجيب محفوظ فى ميدان سفنكس وتمثال السادات بمدخل مدينة السادات وتمثال أحمد زويل بمدينتى دسوق وكفرالشيخ وتمثال للزعيم مصطفى كامل بمدينة السلام بالقاهرة وتمثال مصطفى مشرفة وبنت الشاطئ بمدينة دمياط وتمثالين للرئيس الفنزويلى هوجو شافيز أحدهما فى فنزويلا والثانى فى حديقة الحرية المتاخمة لمتحف محمود مختار المجاور لدار الأوبرا وعروس النيل أمام مكتبة الإسكندرية ونصب البحرية المصرية بمنطقة البرلس على الطريق الدولى وعن التمثال الذى أنجزه لنجيب محفوظ قال السيد عبده سليم ل«المصرى اليوم» التقيت الأديب العالمى نجيب محفوظ قبل إنجازى لتمثاله وتم عرض أفكار متنوعة عليه فاختار هو والكاتب الصحفى والأديب محمد سلماوى والمستشار محمود أبوالليل محافظ الجيزة آنذاك الشكل الذى تم إنجازه وكان سعيدا جدا بأنه إقامة عمل تمثال له.
السيد عبده سليم تخرج فى كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية عام 1976 وحصل على الدكتوراه فى الفنون من جامعة القاهرة وعمل أستاذا للنحت فى كلية الفنون الجميلة فى جامعة كفر الشيخ، كما قام بالتدريس فى جامعات أخرى، وكان عميدا لكلية التربية النوعية بجامعة كفر الشيخ وهو حاصل على جائزة الدولة ووسام الفنون فى النحت وحصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية وله أعمال فى الكثير من المتاحف المصرية والعربية والدولية وكان من أوائل الأساتذة فى كلية الفنون الجميلة بجامعة كفر الشيخ كأستاذ للنحت وتخرج على يديه أكثر من جيل من الفنانين الذين صاروا أسماء معروفة فى المشهد التشكيلى ولم يكتف سليم بهذا وإنما حرص على أن يشعر تلاميذه بفرحة التواصل مع الجمهور من خلال معارض فى جاليريهات معروفة فأخذ ينظم المعارض الجماعية لهم ويشارك معهم فيها هو وبعض أبناء جيله من الفنانين المتحققين مما حقق لدى تلاميذه الإحساس بالتحقق والتواصل مع المتلقى.
ومنذ أيام وفى «قاعة ضى» نظم الدكتور السيد عبده سليم معرضا جماعيا ضم باقة من تلاميذه وأبناء جيله واثنين من أبنائه إبراهيم وعبدالرحمن السيد عبده وكان ممن شاركوا فى المعرض رمضان عبدالمعتمد وزينب صبحى وشادى البنا وصلاح شعبان وماجد ماهر ومحمد عبدالهادى ووائل الشافعى ولم يكن هذا المعرض الجماعى هو الأول أو الوحيد الذى نظمه السيد عبده سليم وقال: لقد أقمت أكثرمن معرض ومنها معرض «طيور وافدة» فى أتيليه القاهرة بمشاركة مجموعة من الكليات التى كان يقوم بالتدريس فيها ومنها جامعة جنوب الوادى فى الأقصر وكلية الفنون الجميلة فى القاهرة وفى كفر الشيخ».