عبدالدايم تفتتح الدورة 27 ل«الموسيقى العربية»: الأوبرا حصن منيع ضد الاغتراب الثقافي

افتتحت الدورة ال 27 لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، مساء الخميس، بحضور وزيرة الثقافة د.إيناس عبدالدايم ود.مجدي صابر رئيس دار الأوبرا، ود.جيهان مرسي رئيس المهرجان، بحضور عدد من الإعلاميين والسفراء والوزراء من بينهم خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة.
بدأ الحفل بفقرة غنائية لكورال أطفال مركز تنمية المواهب في ساحة الأوبرا أمام المسرح الكبير، غنوا خلالها عددا من أغاني التراث الموسيقي والفنانة شادية كون الدورة تحمل اسمها، وكذلك قدم أطفال فصول العود والقانون والايقاع والجيتار والسوزوكي وذوي القدرات الخاصة عدد من المقطوعات الموسيقية للموسيقار الراحل ميشيل المصري، وعازف الكمان الراحل سعد محمد حسن كون الدورة مهداه لاسمائهما.
وبعدها توجهت وزيرة الثقافة لافتتاح معرض فنون الخط العربي يحمل عنوان «موسيقى الخط العربي» بقاعة صلاح طاهر للفنون التشكيلية، وضم مجموعة لوحات فنية من إبداعات الفنان محمد البغدادي، وكذلك افتتحت معرض آخر بقاعة زياد بكير للفنون التشكيلية بالمكتبة الموسيقية بعنوان «تجليات» لأعمال جماعية.
انتقلت الوزيرة للمسرح الكبير بالأوبرا لبدأ مراسم الافتتاح وكالعادة تأخر عن موعده 20 دقيقة، وقامت بتقديمه الإعلامية جاسمين طه زكي، وأعلنت في كلمتها أن فعاليات الدورة تضم 7 مسارح و43 حفل فني يحييه 74 فنانا من 8 دول عربية.
بعدها تم عرض فيلم تسجيلي عن شخصية الدورة معبودة الجماهير الفنانه الراحلة شادية تضمن لقطات من أغنياتها من بينها «حاجة غريب، وحياة عينيك وفارس أحلامي وإن راح منك يا عين، ووالله يا زمن وشباكنا ستايره حرير ويا سلام على حبي وحبك ويا حبيبتي يا مصر، وعالي فوق في السما، وليالي العمر معدودة»، وعدد من مشاهدها التمثيلية في افلامها، وتضمن كلمات من حديث نادر لشادية تؤكد فيه أن كل من حلمي رفلة ومحمود ذو الفقار وعاطف سالم وحسين كمال أكتشفوها في مناحي فنيه مختلفة وكانوا أصحاب فضل كبير عليها.
وتلى ذلك كلمة مديرة المهرجان جيهان مرسي وقالت فيها: «المهرجان يظل هو الحدث الأهم الذي ينتظره عشاق الموسيقى في مصر والوطن العربي لأنه يضع دائما هوية موسيقانا العربية نصب عينيه».
وأضافت أنه يحظى باهتمام عربي وعالمي، ورغم انه أتم عامه ال27 إلا انه في قمة نجاحه يقاوم الزمن والتيارات الغنائية الهابطة التي سيطرت على الساحة وأصبح له الكلمة العليا في الحفاظ على تراثنا ورفع الزوق لشبابنا ونهضة الموسيقى، موجهة الشكر للراحلة د.رتيبة الحفني صاحبة فكرة ومؤسسة المهرجان.
بينما أكد رئيس دار الأوبرا د.مجدي صابر في كلمته على أنه يعتبر المهرجان عيد للموسيقى في الوطن العربي، مرحبا بكل الفنانين العرب على أرض مصرفي قلعة الثقافة والفنون دار الاوبرا المصرية.
وقالت د.إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة إن المهرجان عرس فني عربي وسط أجواء مليئة بالتفائل والتطلعات، مشيرة إلى أنه جسر للربط بين الماضي بجماله والحاضر بكل متغيراته وبموسيقانا الشرقية وهويتنا العربية، نسعى لعالم خالي من الكراهية، مشددة على كونه رسالة للتوعية ويعتبر مركز إشعاع موسيقي يساعد على تنمية سلوك المواطن ومهاراته قائلة إن الموسيقى هي أكثر الفنون ارتباطا بالمشاعر الإنسانية وتزودنا بطاقات إيجابية وتجعلنا أكثر إنسانية في زمن تتآكل فيه هويتنا العربية، لما للموسيقى من سحر وبريق خاص، تؤثر على الوجدان وتخلص النفس من النزاعات الداخلية، متوقعة أن يخطف المهرجان هذا العام الأنظار الأضواء ببرنامج يحمل كل مواصفات الرقي والنجاح قائلة يحيا الفن وستظل الأوبرا حصن منيع ضد محاولات التشويه والاغتراب الثقافي، وبروح الأمل أقول تحيا مصر.
وأضافت أنها كان لها شرف رئاسة المهرجان على مدار سنوات وهذا النجاح لم يكن ليحدث لولا وجود قيادة سياسة تقدر وتعي أهمية الفن في نهضة المجتمعات موجهة الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي على انتصاره على الارهاب وشكرت الجيش المصري العظيم الذي حمى أرض مصر من الدخلاء.
تلى ذلك لحظة التكريم لعدد من الشخصيات المبدعة الذين أسهموا بدورهم في إثراء الحياة الفنية في مصر والعالم العربي، بدأت باسم الفنانة الراحلة شادية واسمها فاطمة أحمد كمال محمد شاكر وتسلم عنها التكريم ابن شقيقها محمد شاكر، والموسيقار الراحل ميشيل المصرى وتسلم التكريم عنه د.حسن شراره، واسم الراحل سعد محمد حسن أشهر عازف كمان في الوطن العربي وتسلم عنه التكريم نجلته نجلاء سعد محمد حسن، والمايسترو صلاح عرام وتسلم التكريم نجله محمد عرام، والموسيقار الراحل حلمي أمين وتسلم عنه التكريم نجله لمايسترو مصطفى حلمي، وعازف الكمان الراحل حازم سليم، وتسلم عنه التكريم محمد حازم سليم، والملحن الراحل رياض الهمشري وتسلم تكريمه نجليه عمر وهشام رياض الهمشري، والموسيقار الرحل حليم الرومي، والموسيقارالسعودي د.عبدالرب إدريس، والموسيقار عماد الشاروني، والمطربة نوال الكويتية، وعازف الإيقاع سعيد الأرتيست، والفنان سمير الاسكندراني الذي حظى بحفاوة جماهيرية كبيرة بمجرد صعوده على خشبة المسرح، وعازف الناي د.قدري سرور، والباحث العراقي د.حبيب ظاهر العباسي، والفنان محمد البغدادي، والمهندس بدر الزقازيقي، والمطربة التنوسية لطيفة، وحصلت د.ايناس عبدالدايم على درع المهرجان.
بعدها بدأ الاحتفال الفني بمصاحبة الأوركسترا بقيادة المايسترو سليم سحاب بموسيقي الذي يقف على خشبة المسرح الكبير بعد غياب سنوات قائلا في كلمته إنه يشكر كل من كان سبب في عودته للأوبرا في افتتاح مهرجان الموسيقى العربية صاحب الأفضال على كل الفنانين العرب، والشكر الأكبر لمصر التي يدين لها بكل شهرته في العالم العربي.
وبعدها غنى المطرب محمد الحلو تتر مسلسل ليالي الحلمية، وتم عزف موسيقى عائلة الحج متولي وغنى محمد ثروت أغنية مين اللي ميحبش فاطمه بينما، ثم عزف الفنان حسن شرارة والدكتور رضا رجب مقطوعة لروح عازف الكمان الراحل سعد محمد حسن وأحتفي عازف العود ممدوح الجبالي بالراحلة شاديه بعزف موسيقي على عش الحب وعزف ماجد سرور على القانون لحن الوفا وتغني ايمان عبدالغني أمي واقوي من الزمان والطفلة وفاء عماد يا حبيبتي يا مصر واختتم حفل الافتتاح بأغنية شادية والتي أُعدت خصيصًا للمهرجان كلمات الشاعر هاني عبدالكريم، وألحان محمد رحيم، ويشدو بها نجوم الأوبرا «إيمان عبدالغني، وحنان عصام، ونهى حافظ».