تحقيقات قتل طفل وإلقاء جثته في بيارة صرف صحي بالغربية: شريط لاصق كتم أنفاسه

تجرّد عاملان من مشاعر الرحمة والإنسانية، وانتقما من صاحب مصنع للطوب في فلذة كبده، إذ استدرجا طفله «براء» البالغ من العمر 6 سنوات واختطفاه وقتلاه وألقيا جثته في بيارة صرف بأحد المصانع المهجورة في كفر سنباط بمحافظة الغربية، وألقت أجهزة الأمن القبض عليهما، واعترفا بإقدامهما على اختطاف الطفل لرفض والده إقراض أحدهما مبلغ مالي، وأرشدا عن جثة الطفل، وتولت النيابة العامة التحقيق.
اكتشف والد الطفل اختفاء طفله عن نظره، بعد ساعات قضاها الطفل في اللعب أمام المنزل في منطقة كفر سنباط، وبدأ يبحث عنه في كل مكان من المتوقع أن يجده فيه، لكن دون جدوى، وتسرب الشك والقلق إلى داخله حتى دق هاتفه بما يخشاه.
على الهاتف، صوت لا يعرفه، يخبره بأن طفله «براء» معه، وإذا أراد إطلاق سراحه سالماً، فيجب عليه دفع 300 ألف جنيه فدية، لم يصدق الوالد في البداية ما أخبره به الجاني، حتى دلل له بترك ملابس براء بالقرب من منزله، أغلق الأب الهاتف وخرج مهرولاً وكانت طامة على رأسه، حيث عثر على ملابس طفله، فلم يجد الأب المكلوم أمامه سوى أجهزة الأمن في الغربية.
اللواء طارق حسونة، مدير أمن الغربية، أمر بتشيكل فريق بحث جنائي على وجه السرعة لكشف غموض وملابسات اختفاء «براء»، وبالفعل وعقب تتبع الهواتف، وإجراء التحريات عن علاقات الأب وتوسيع دائرة الاشتباه، توصلت جهود الفريق إلى تحديد هوية الجناة.
ذكرت التحقيقات أن وراء خطف الطفل، عاملين، فتشكلت مأمورية أمنية، وألقت القبض عليهما «رضا ع. ع.» 37 سنة أحد سكان كفر سنباط، والذي ضُبط بحوزته الهاتف المستخدم فى طلب مبلغ الفدية، وشريكه «حامد ع.أ.» 37 سنة المقيم في سمنود، لكن المأمورية لم تعثر على الطفل.
طور فريق التحقيق استجوابه للمتهمين، وأمام مواجهتهما بالتحريات وبالمكالمات الهاتفية، اعترفا بخطف الطفل لرفض والده إقراض المتهم الأول «رضا» مبلغ مالي مما دعاه إلى الاتفاق مع شريكه على خطف الطفل وطلب مبلغ الفدية.
وأفادت تحقيقات الأجهزة الأمنية بأن الخاطفين استدرجا الطفل من أمام منزله واصطحباه إلى منزل المتهم الأول وقاما بتجريده من ملابسه وإلقائها حيث عثر عليها والده، ووثقا الطفل من اليدين والقدمين، ووضع شريط لاصق على فمه حتى لا يشي بهما صراخه وبكائه، لكن الشريط اللاصق أدى إلى كتم أنفاس «براء» ووفاته.
وذكرت التحقيقات أن المتهمين نقلا جثة «براء» ليلاً إلى أحد مصانع الطوب المهجورة بقرية كفر سنباط ب، وألقياه في إحدى البيارات، وأرشدا عن جثته أمام أجهزة الأمن، حيث باشرت النيابة العامة التحقيق.