فازت رشيدة طليب فى الانتخابات التمهيدية للكونجرس الأمريكى، عن ولاية ميتشجان، لتقترب من أن تكون أول فلسطينية مسلمة تحصد عضوية المؤسسة الدستورية الأولى بالولايات المتحدة فى الانتخابات النهائية التى ستجرى 6 نوفمبر المقبل فى مواجهة منافسها الجمهورى. وحسمت «طليب» 42 عامًا، وهى أم لطفلين، فوزها على منافسها النائب الديمقراطى جون كونيرز، الذى ظل حكرًا عليه لمدة 50 عامًا، بسبب الأنشطة الكبيرة التى تقدمها، حيث حققت إنجازات عديدة كنائبة فى الهيئة التشريعية بولاية ميشيجان، خلال الفترة من 2008 حتى 2014، إقامة مركز خدمة للحى، أنقذ الأسر من الحجز على ممتلكاتها، وساعد كبار السن فى الحصول على منح لدفع فواتير الطاقة، وقدَّم آلاف الكتب للأطفال. وخاضت «طليب» السباق على مقعد الولاية فى الكونجرس، وسط عدد كبير من المرشحين الذين يتسابقون للفوز بمقعد «كونيرز»، الذى تقاعد العام الماضى، بعد اتهامات بالتحرّش الجنسى، وذكرت وكالة «أسوشيتيد برس» الأمريكية، أنه لا يوجد أى من المرشحين الجمهوريين أو المستقلين فى انتخابات 6 نوفمبر المقبل، ما يعنى تعزيز فرص المرشحة الفلسطينية للفوز عن الحزب الجمهورى بعضوية مجلس النواب. ومنذ أن غادرت «طليب» المؤسسة التشريعية فى الولاية، لعبت دورا مجتمعيا نشطا، وقاتلت من أجل العدالة الاجتماعية كمحامية وناشطة حقوقية بمركز قانون السكر للعدالة الاجتماعية والاقتصادية، وتفوقت على منافسيها بجمعها تبرعات بلغت نحو مليون دولار فى الربع الأول من عام 2018. وعددت «طليب» القضايا التى تدفعها إلى مخاطبة الجمهور، مستدركة: «إننا نتحدث عن أشياء مثل رفع الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولارًا فى الساعة، وإصدار رعاية صحية شاملة، وضمان تقاضى المرأة والأقليات أجرًا متساويًا على الأعمال المتساوية مع نظرائهم، وكليات عامة مجانية، فهى أمور يمكن أن تغير حياة الناس». وولدت «طليب» فى مدينة ديترويت عام 1976 لأبوين فلسطينيين مهاجرين، والدها مهاجر ولد فى بلدة بيت حنينا، أما والدتها فمن رام الله، ودرست السياسة والقانون وتخرجت فى جامعة وين ستيت عام 2004، وتشتهر بعدائها الشديد لسياسة «ترامب» بشأن المهاجرين، حى قالت: «لا أخشى انتقاد زملائى الديمقراطيين حين لا يعملون بجد كفاية لجعل حياة الناس أفضل، أو حين يتماهون مع أعضاء جماعات الضغط التابعة للشركات، لأن المسمى الوظيفى لا يجعل منك ممثلاً فعلاً للشعب». وأكد نهاد عوض، مدير عام مجلس العلاقات الإسلامية- الأمريكية «كير» فى تغريدة عبر «تويتر»، أن فوز (رشيدة) رسالة أمل قوية للشباب المسلم الأمريكى والمهمشين فى المجتمع، ورسالة تحدى أيضًا لسياسات الرئيس دونالد ترامب العنصرية ضد المسلمين والأقليات. وقالت شبكة «سى إن إن»، الإخبارية الأمريكية، إن رشيدة طليب لم تواجه مرشحا جمهوريا أو مرشحا آخر فى الانتخابات التمهيدية فى مقاطعة رقم 13 فى ديترويت، ذات الغالبية العربية والمسلمة فى ولاية ميتشجان، ولكنها قد تواجه منافسا سيتم تسجيله فى وقت لاحق، وقال مدير حملتها الانتخابية، «إن الفائز فى الانتخابات التمهيدية سوف يفوز فى 6 نوفمبر المقبل لا شك فى ذلك» وقالت «طليب»: «إن العمل فى الكونجرس الأمريكى يعنى أكثر من مجرد التصويت على مشروعات القوانين، ولكنه يتعلق بالتغلب على الترويع المؤسسى الذى يفسد العملية الديمقراطية، وسأكون بجانبكم بينما نحارب ضد أجندة ترامب، لقد حان الوقت لبناء تراث جديد يحارب من أجل تحقيق العدالة».
