«ألكسندر» الراجل اللى ورا ماكرون: فشل فى مهمة «سائق الوزير» ووضع الإليزيه فى ورطة (بروفايل)

قبل أيام انتفض الشارع الفرنسى ثائراً فى وجه حارس ساكن الإليزيه بعدما تعدى بالضرب المبرح على متظاهر فى باريس، واضعاً الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، فى وضع محرج، اضطر معه إلى إعادة تنظيم مكتبه واستبعاد الرجل من مهمته، ولكن الجدل ظل دائراً والتحقيق جارياً مع الرجل الذى اختلفت التقارير وتضاربت فى تحديد هويته، هل هو جاسوس مغربى أم رجل أمن من الطراز الرفيع؟.
الرجل هو ألكسندر بينالا الذى كان طالبا بكلية الحقوق قبل أن يدخل عالم «الأمن» وحراسة الشخصيات فى 2011 من بوابة الحزب الاشتراكى. غير أن النيابة العامة فى باريس أعلنت بعد توقيفه ووضعه رهن الحجز الاحترازى للاشتباه فى ممارسته «أعمال عنف» أنها تحقق معه أيضاً فى اتهام يتعلق ب«انتحال صفة طالب فى الحقوق».
ولد الشاب البالغ من العمر 26 سنة، فى حى مادلين بمدينة إيفرو بمنطقة النورماندى، شمال فرنسا، ورغم صغر سنه إلا أن وسائل إعلام جزائرية قدمته على أنه مرتبط بالمخابرات المغربية، وزعمت تقارير أخرى أنه كان مرشحًا ليكون ضمن جهاز المخابرات المستقبلى التابع للإليزيه، كما تناقلت مواقع إعلامية فرنسية وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعى أن اسم ألكسندر بينالا غير حقيقى وأن الاسم الحقيقى للشاب هو «لحسن بنحلية» وأنه من أصول مغربية. أما الصحف الفرنسية فقد نعتت طبيعة عمل الشاب بأنه مساعد مدير مكتب الرئيس الفرنسى. غير أن الخوذة والشارة الحمراء وملابس الشرطة التى ظهر بها فى المقطع الذى يوثق تعديه على متظاهر بالضرب تثير تساؤلات حول هذا الأمر.
بدأ بينالا يمارس عمله فى الحزب الاشتراكى بين عامى 2009 و2010.
حصل ألكسندر على أول منصب رسمى فى عام 2011 خلال حملة الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكى، إذ أصبح مكلفا بأمن مارتين أوبرى، التى كانت حينها مرشحة حزبها للانتخابات الرئاسية 2012. وبعد انتخاب فرانسوا هولاند مرشحًا رسميًا للاشتراكيين، قرر إريك بلوميه، تحويل بينالا للفريق الأمنى المكلف بحراسة هولاند، وفى وقت لاحق، أصبح سائقا خاصا لوزير الاقتصاد السابق أرنو مونتبور، الذى قرر إقالته بعد أسبوع فقط من تعيينه، لتسببه بحادث سير بحضور الوزير، ومحاولته الفرار.
وبعد إعلان إيمانويل ماكرون نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، التحق بمرشح حركة «الجمهورية إلى الأمام» كمسؤول أمنى مقابل راتب شهرى يقدر ب3500 يورو، ليصبح مع مر الأيام أحد المقربين من الرئيس الفرنسى المنتخب فى مايو 2017.
وقبل واقعة التعدى، أثارت الامتيازات العديدة التى تم منحها لبينالا، ومن بينها النفاذ إلى الجمعية الوطنية، جدلا كبيرا فى البرلمان لاسيما فى أوساط النواب المعارضين، الذين طالبوا السلطة التنفيذية بإيضاحات حول تلك المسألة.