العدو أمامكم.. وخلفكم!

قليل هم الذين أثروا فى مسيرة البشرية.. وقليلة هى كلماتهم، التى مازال العالم يتذكرها.. وربما كانت كلمات ونستون تشرشل التى وجهها إلى الشعب البريطانى عندما كلفوه بالحكم لإنقاذ بلاده، إذ قال: «ليس عندى ما أقدمه لكم إلا الدماء والكد والدموع والعرق»... من أجل الدفاع عن بلاده.... ونجح.
وأيضاً كلمات طارق بن زياد الشهيرة التى قالها بمجرد نزوله مع جيشه فى إسبانيا: أيها الناس.. أين المفر، البحر من ورائكم والعدو من أمامكم وليس لكم - والله - إلا الصدق والصبر وإنكم فى هذه الجزيرة أضيع من الأيتام فى مأدبة اللئام.. وقد استقبلكم عدوكم بجيشه وأسلحته، وأقواته موفورة.. وأنتم لا وزر لكم، إلا سيوفكم ولا أقوات إلا ما تستخلصونه من أيدى عدوكم.. واعلموا أنكم إن صبرتم على الأشق قليلاً استمتعتم بالألذ طويلاً.
وكما ربطت أمس بين قَسَم الرئيس السيسى ووعد تشرشل لشعبه، فإننى أربط اليوم بين الرئيس السيسى.. وطارق بن زياد.. وهو من أشهر الفاتحين الذين أدخلوا الإسلام إلى الأندلس مقدمة للزحف على جنوب فرنسا.. الذى سطر اسمه - وانتصاره - على الصفحة الأولى من تاريخ البشرية!!
والرئيس السيسى - هنا - أقسم أنه مستعد للاكتفاء بوجبة واحدة طول عمره من أجل أن يوفر لمصر ولشعبها أفضل سبيل للحياة.. وهذه كانت رسالة من الرئيس.. ورجاء له من الشعب.. والهدف: توفير كل شىء، وأى شىء.. من أجل إعادة بناء الوطن.. فهل الشعب قادر على أن يساهم فى ذلك كله، ولا نقول الاكتفاء بوجبة واحدة يومياً ولكن باتباع حملة قومية شعبية للتقشف وتقليل الاستهلاك، لنقلل ما أمكن من الفاقد.. ونقلل ما نستورد، بل نمنع كثيراً مما نستورد من أجل هذا البرنامج القومى لبناء الوطن.
وكما نجح تشرشل فى برنامجه لتحقيق النصر بتقديم بيضة واحدة وثلاث قطع من السكر للفرد يومياً لتحقيق النصر.. نجح طارق بن زياد فى هزيمة أكبر جيش أوروبى يقوده ملك القوط لذريق.
■ ■ بل أكاد ألمح- على البعد- بدايات نجاح الرئيس كهربياً وفى شبكة الطرق.. وكل ما يلمسه المواطن فى كل مكان.. ولكن لكى يتحقق النصر الكبير.. لابد من مشاركة الشعب كله.. من خلال برنامج قومى للتقشف.. وأن تكون الحكومة فى المقدمة تفكيراً وتنفيذاً ومشاركة حتى نعبر ما يعانيه الشعب فى كل شىء.
والحلم كله: أن يشترك الشعب بجدية لأننا للأسف ولسبب انهيار قيمة العملة المصرية نندفع وبشراهة هائلة لشراء أى شىء.. قبل أن تفقد هذه العملة قيمتها الحقيقية.
وتعمقوا أكثر فى قسم الرئيس السيسى.. فهو المخرج الوحيد، تماماً كما قال طارق بين زياد، فالفقر من أمامكم.. والدمار من خلفكم وليس لكم إلا العرق والعمل.. والتقشف.