إعادة نظر

فى رحلة ترامب لحضور الاجتماع الأخير لحلف الناتو فى بروكسل. كانت محطته التالية لندن. بحجة افتتاح المقر الجديد للسفارة الأمريكية هناك. بعد أن باعت أمريكا مقر سفارتها القديم وسط لندن لقطر. وقررت الأخيرة تحويله إلى فندق فاخر. مظاهرات حاشدة جابت شوارع لندن ضد ترامب خلال تلك الزيارة.
حقيقة الأمر أن السياسة الأمريكية لم تتغير. كل ما فى الأمر أن ترامب قرر الإفصاح عنها. كما لو كانت مبادرات شخصية منه. هو رجل خبير فى الإعلام ويبحث عن شعبية. فقرر أن يكون اللعب على المكشوف.
هو الآن يحاول أن يفرض شروطه على العالم. بمن فيهم حلفاؤه الأوروبيون دون خجل أو مواراة. أطلق تصريحات يهاجم أعضاء حلف الناتو. ليدفعهم إلى المزيد من الالتزام المالى. نجح فى استخراج 30 مليار دولار إضافية منهم. هاجم ألمانيا بسبب سياسة استقبال اللاجئين لديها. ليعزز موقفه الرافض للمهاجرين. هاجمها مرة أخرى، لأنها سمحت بمد خط غاز من روسيا إلى ألمانيا مباشرة. اتهمهم بأنهم بهذا يدعمون الاقتصاد الروسى. هو أيضا يدفع إلى خفض سعر البترول قبل انتخابات الكونجرس فى نوفمبر المقبل. حتى يخفض بذلك سعر الوقود أمام الناخب الأمريكى.
بتغريدة واحدة منه. انخفض سعر برميل البترول 4 دولارات فى ثانية واحدة. اليوم هو ينتقد «البريكست» أى الخروج من السوق الأوروبية. يهدد رئيسة الوزراء البريطانية. يقول إن خطتها للتخارج من الاتحاد الأوروبى ستقضى على أى اتفاق تجارى بين لندن وواشنطن.
تصريحاته الأخيرة حول البريكست كان لها مفعول السحر. أدت إلى تراجع قيمة الجنيه الاسترلينى بنسبة 0.06 %.
ترامب الذى شجع البريكست من قبل يهاجمه الآن. وإذا كان البريطانيون استفتوا على البريكست وقرروا التخارج بنسبة ضئيلة جدا. قبل ظهور ترامب. أعتقد أن عليهم إعادة النظر فى الأمر بعد ترامب. على الجميع أن يتكتلوا ويكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة مفاجآت ترامب.
فبقاء بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى يعزز من قوة الاتحاد. العالم كله يحتاج للتوحد فى مواجهة هذا الفتوة صاحب القرارات الغريبة والمفاجئة.
كان الدافع لإنشاء الاتحاد الأوروبى هو تحقيق مصلحة اقتصادية للجميع. الآن على هذا الاتحاد أن ينشد ما هو أهم من المصلحة الاقتصادية. هو درء أغراض وأطماع أمريكا التى لم تتغير. غاية ما هناك أن أسلوب ترامب فضحها وكشف المستور.