«المصري اليوم» تنشر وثيقة المناهج الجديدة للتعليم قبل الجامعي

تنشر «المصرى اليوم» وثيقة المناهج الجديدة للتعليم قبل الجامعى والتى أعلن الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، تطبيقها بالنظام التعليمى الجديد سبتمبر المقبل بمرحلة الطفولة المبكرة بالصفوف «KG1، KG2، والصف الأول الابتدائى، مع وضع مناهج الصفوف التالية عاما بعد الأخر.
وتعتبر وثقية المناهج الجديدة ترجمة لاستراتيجية التعليم 2030 والتى تهدف لإعادة بناء الشخصية المصرية وتمكين الطالب من المعارف وقيم ومهارات القرن الحادي والعشرين، ليصبح أكثر نجاحًا وقدرة على منافسة الآخرين واتخاذ القرارات الصائبة في سوق العمل.
وتعكس وثيقة المناهج الجديدة ترجمة لمواد الدستور المصرى المتعلقة بالتعليم، وتشمل الجمع بين الهوية الوطنية واحترام الخصوصية الثقافية، والأخذ بالاتجاهات العالمية في الجودة، والتوفيق بين الإتاحة المجانية ومتطلبات الجودة، والتوازن بين تحديث المناهج وبين استدعاء التراث ومراجعته إحياءً ونقدًا ومساءلةً وتحليلاً ودراسةً وبحثًا، وتقديم أنشطة متعددة تعمق ثقافات المواطنة والانتماء والثقة بالنفس دون إغفال لأهمية قبول الآخر، وربط التعليم بسوق العمل المحلى والعربي والدولي، فضلاً عن مراعاة التحديات التي تواجه المجتمع من: النمو السكانى، والتسرب من التعليم، ومعدلات الأمية والفقر، والنمط الطبقى للمجتمع.
ويشمل الإطار العام لمناهج التعليم الجديدة 4 أبعاد للتعلم هي «تعلم لتكون- تعلم لتعرف- تعلم للعمل- تعلم لتتعايش مع الآخر» ،ويتضمن كل بعد من أبعاد التعلم عدد من القيم ،حيث يشمل بعد «تعلم لتكون» قيم «الحب والحلم والرحمة والانسانية» ،فيما يتضمن بعد «تعلم لتعرف» مهارات «الابداع وحل المشكلات والتفكير الناقد وحب الاستطلاع وتقدير العلم والعلماء والموضوعية والأمانة العلمية» ،و«تعلم كى تعمل» مهارات «التعاون والتفاوض وصنع القرارات والانتاجية والمثابرة والاتقان والشفافية والنزاهة وإدارة الذات والمحاسبية والتواصل» ،و«تعلم كي تتعايش» قيم «الاحترام والتسامح وتقبل الأخر واحترام التنوع والتعاطف والمشاركة والسلام».
واعتمدت الوثيقة الجديدة للمناهج على عدد من المصادر منها نتائج الدراسات والاستطلاعات في عدد من الدول ،واستطلاع رأى الخبراء ،وأطر المناهج في عدد من الدول العربية والأجنبية ،واستراتيجية التعليم قبل الجامعى 2014،وتهدف إحداث تحويلات جذرية في طرق التعليم والتعلم منها استبدال نظام التعليم التلقينى بالتعليم القائم على متعة التعلم ،واستبدال أسلوب التأكيد على المعرفة بالتأكيد على المهارات واستبدال دراسة المواد الدراسية المنفصلة بالتعليم متعدد التخصصات واستبدال نظام الامتحانات بنظام التقييمات واستبدال المنهج السطحى الواسع بالفهم العميق واستبدال المواد التعليمية الورقية إلى المواد الورقية والرقمية .
ويشمل الاطار العام للمناهج عدد من القضايا والتحديات الكبرى التي تواجه المجتمع المصرى وسيتم تقسيمها لمجموعات تتضمنها المناهج بالصفوف المختلفة للتعليم الأساسى منها «قضايا التمييز ،قضايا العولمة ،قضايا المواطنة، قضايا الصحة والسكان ،قضايا البيئة والتنمية» على أن تتضمن كل مجموعة عدد من المشكلات لدراستها ،فتتناول قضايا التمييز مشكلات «التمييز الدينى ،والتمييز ضد الأطفال وضد المرأة ،والتمييز ضد ذوى الاحتياجات الخاصة» ،كما تشمل قضايا العولمة مشكلات «التواصل الحضارى والوعى التكنولوجى وريادة الأعمال والمواطنة الرقمية» ،فيما تتضمن قضايا المواطنة مشكلات «الوحدة الوطنية ،والولاء والانتماء ،والوعى بالحقوق القانونية والوعى القانونى» ،وتشمل قضايا الصحة والسكان مشكلات «الزيادة السكانية والصحة الانجابية والصحة العلاجية والصحة الوقائية» وتشمل قضايا البيئة والتنمية مشكلات «التلوث البيئى والمسؤولية البيئية والتنمية المستدامة والمشاركة المجتمعية».
وتشمل المناهج المخصصة لمرحلة رياض الأطفال إعداد الطفل لمرحلة التعليم الأساسى وتوقع ميوله واحتياجاته وتوفير أجواء التعلم واللعب والمتعة وحرية التفكير والتعبير وتشمل «التنمية البدنية والنفسية واستخدام الحواس وتنمية المهارات الحركية واللغوية والتشجيع على العمل الجماعى والتواصل والمشاركة وتنمية القيم والتمييز بين الصواب والخطأ وترسيخ مبادىء القيم الدينية والاجتماعية الصحيحة وبناء الثقة بالنفس وتحفيز الخيال والتذوق الفنى والموسيقى واستخدام الألوان وتنمية العاطفة وتنمية مبادىء النظافة الشخصية والعامة والتعامل الايجابى مع البيئة.
ووفقا لوثيقة المناهج الجديدة تم تقسيم المجالات والمقررات الدراسية إلى 4 مجالات هي «مجال اللغات ،والفنون ،ومجال العلوم والتكنولوجيا ،وومجال التربية الشخصية والاجتماعية والبدنية» ،وتشمل مجموعة اللغات «اللغة العربية واللغة الانجليزية ولغة أجنبية ثانية» ،وتضم مجال العلوم والتكنولوجيا «الرياضيات والعلوم والدراسات الاجتماعية» ويضم مجال الفنون «الاعلام والتربية المسرحية والتربية الموسيقية والتربية الفنية» ويضم مجال التربية الشخصية والاجتماعية والبدنية «التربية المهنية والتربية البدنية والصحية والتربية الدينية» ويتم توزيع المجالات بمختلف مراحل التعليم قبل الجامعى وفقا للصفوف المختلفة وخريطة توزيع المناهج.
ووفقا لوثيقة المناهج فإن مواصفات خريج التعليم قبل الجامعي في نظام التعليم الجديد المقرر تطبيقه من العام الدراسي القادم، سيكون مفكرًا ومبدعًا، ومستمرًا في التعليم والتعلم، ومتعايشًا مع الآخرين، وقائدًا فعالاً ومقودًا إيجابيًا، ومعتزًا بوطنه وتراثه ومتمسك بقيمه، ولديه القدرة التنافسية، ومؤمنًا بقيم العمل، ومحققًا لمبادئ ريادة الأعمال.
ويستطيع خريج نظام التعليم الجديد استخدام مهارات التفكير الناقد في التعامل مع البيانات، حيث سيفحص الأدلة ويكتشف المغالطات ويبرر الحجج، كما سيستخدم خطوات التفكير العلمي في حل المشكلات التي تواجهه على المستويات الذاتية والوظيفية والاجتماعية، ويجرب حلولاً إبداعية للمشكلات، ويستخدك مهارات التفكير الإبداعي وإنتاج ونشر معرفة جديدة في المجالات التوعية والأكاديمية تتسم بالجودة.
و سيمتلك مهارات وآليات التعلم الذاتية عبر وسائط تقليدية ورقمية متنوعة بغية تطوير أدائه على المستويين الشخصي والوظيفي، كما سيمتلك ويستخدم مهارات الاستقصاء، ويؤمن بقيم التعليم والتعلم.
أما عن ميزة التعايش مع الآخرين، فأن خريج النظام التعليمي الجديد سيكتسبها لأنه سيمتلك مهارات الحوار والتواصل والعمل مع الآخرين باختلاف توجهاتهم وأفكارهم، كما سيمتلك المرونة التي تسمح له بقبول الاختلاف، وسيمتلك أيضًا مهارات المسئولية الفردية والجماعية.
وسيمتلك خريج التعليم الجديد خصائص القائد الفعال من خلال اكتساب مهارات التخطيط والتنفيذ والمتابعة واستثمار الموارد البشرية والمادية المتاحة، مع الاستقلالية والتأثير في الآخرين، كما أنه سيمتلك مهارات العمل كعضو في فريق ويتعلم المشاركة والمسئولية وتنفيذ التعليمات والتوجيهات واحترام تنفيذ اللوائح والقوانين، وسيمتلك مهارات المبادرة والتوجيه الذاتي والإنتاجية والمساءلة، ويمتلك مهارات صناعة واتخاذ القرار وفق معطيات وبيانات صادقة مع متابعة تنفيذ القرار ميدانيًا.
وسيكون معتزًا بوطنه وتراثه، وسيتقن لغته القومية ويحترم قيم الأديان السماوية ويقدر رموز الوطن ويحترم آثار وتراث بلاده ويحافظ عليها،ولديه القدرة على التنافسية، حيث سيوظف المعارف والمهارات المهنية والحياتية للمنافسة في سوق العمل، وسيوظف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للبحث عن كل جديد في مجال تخصصه، وسينمي ذاته وقدراته لاختيار التخصصات المهنية المناسبة له، وسيتم المهام العملية لمهنته والمهام المكلف بها بمرونة وإتقان، ويتقن أساسيات الأمان والسلامة والصحة المهنية، ويتمكن من المهارات الأساسية للحفاظ على سلامة الغذاء، وسيحافظ على البيئة المحيطة وحمايتها من التلوث.
وسيحترم آداب وأخلاقيات العمل المهني، ويمتلك الإصرار والمثابرة والالتزام في مجال تخصصه، وسيتمكن من مهارات إعداد دراسات الجدوى والمبادرة للمشروعات المرتبطة بمجال تخصصه، وسيمتلك مبادئ وثقافة العمل الحر، وسيخلق فرص عمل لنفسه وللآخرين.