عدوان ثلاثى على سوريا

دعت مصر المجتمع الدولى والدول الكبرى إلى تحمل مسؤولياتها فى الدفع بالحل السلمى للأزمة السورية، وأعربت عن «قلقها البالغ» حيال الوضع فى سوريا، بعد أن شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، فجر السبت، ضربات صاروخية استهدفت عدة مواقع عسكرية ومراكز لإنتاج الأسلحة الكيماوية السورية، رداً على هجوم كيميائى مفترض فى دوما بالغوطة الشرقية لدمشق.
وأكدت مصر، فى بيان لوزارة الخارجية، «رفضها القاطع لاستخدام أية أسلحة محرمة دولياً على الأراضى السورية»، مطالبةً بإجراء تحقيق دولى شفاف فى هذا الشأن وفقاً للآليات والمرجعيات الدولية، ودعت المجتمع الدولى والدول الكبرى «لتحمل مسؤولياتها فى الدفع بالحل السلمى للأزمة السورية بعيداً عن الاستقطاب، والمساعدة فى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين والمتضررين من استمرار النزاع المسلح». وعبرت مصر عن تضامنها مع الشعب السورى الشقيق لتحقيق تطلعاته للعيش فى أمان واستقرار، والحفاظ على مقدراته الوطنية وسلامة ووحدة أراضيه، بتوافق سياسى جامع لكافة المكونات السياسية السورية بعيدا عن محاولات تقويض طموحاته وآماله. وتنتهج مصر سياسة ثابتة تجاه سوريا منذ 4 أعوام، تقوم على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضى السورية، وسلامة المؤسسات الوطنية، والسعى لتحقيق الحل السلمى بالتفاوض بين كافة الأطراف، وأكدت رفضها أن تكون سوريا ساحة لتصفية صراعات القوى الدولية.
ترامب يتوسط ماكرون وماى خلال قمة مجموعة ال7 الأخيرة
وأطلقت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، 103 صواريخ على أهداف فى دمشق وحمص، أثارت موجة انفجارات استغرقت ما يتراوح بين 45 و52 دقيقة تعتبر الأطول فى تاريخ سوريا الحديث. وقالت سوريا إن دفاعاتها الجوية تصدت لمعظمها، وانحصرت الخسائر فى إصابة 6 مدنيين وانهيار مبنى مركز البحوث قرب دمشق، ونددت سوريا بالضربات ووصفتها ب«العدوان البربرى الغاشم» على أراضيها.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أن العملية العسكرية الأمريكية البريطانية الفرنسية المشتركة ضد النظام السورى «ضربت كل الأهداف بنجاح»، نافية تأكيدات موسكو اعتراض 71 صاروخا. وقال الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب على «تويتر»: «إنها ضربة منفذة بشكل مثالى، الليلة الماضية، شكرا لفرنسا والمملكة المتحدة على حكمتهما وقوة جيشيهما، وما كان من الممكن تحقيق نتيجة أفضل، المهمة أُنجزت».
وأكد الجيش الروسى أن الضربات لم تسفر عن سقوط مدنيين أو عسكريين، وطلبت روسيا من مجلس الأمن الدولى إدانة «العدوان الثلاثى»، وفق نص مشروع قرار تقدمت به وبحثه المجلس، مساء السبت، ويعرب عن «القلق البالغ» حيال «العدوان» الغربى، والذى ينتهك «القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة».
واعتبر الرئيس السورى بشار الأسد أن الضربات الغربية ستزيد تصميم بلاده على «محاربة الإرهاب».
وتباينت ردود الفعل الدولية والعربية على الضربات، فأيدها الاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلسى «ناتو»، وألمانيا وتركيا والسعودية وقطر والبحرين وسلطنة عمان وإسرائيل وكندا، بينما أدانها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وإيران وحزب الله والعراق، وأكدت بكين رفضها «استخدام القوة» فى سوريا، ودعا الأردن لحل «سياسى» للأزمة السورية.