لاصقة طبية لقياس مستويات السكر فى الدم

قريبا.. سيصبح وخز الإصبع لأخذ عينة لقياس مستويات السكر في الدم شيئا من الماضي، فقد قام فريق من الباحثين البريطانيين في جامعة«باث» بالمملكة المتحدة، بتطوير لاصقة طبية قادرة على قياس مستويات السكر في الدم كل مابين 10 إلى 15 دقيقة.
ويوضح العلماء البريطانيون أن اللاصقة الجديدة مزودة بمستشعرات صغيرة تستخدم التيارات الكهربائية لسحب الجلوكوز ليتم تجميعها في «خزانات» صغيرة تقيس مستوياته كل ما بين 10 – 15 دقيقة.. الأمل هو أن هذا القياس سيكون قادرا على إرسال قراءات الجلوكوز إلى الهاتف الذكى الخاص بالمريض، أو الساعة الذكية لإعلامه بحاجته لتناول الدواء ... الأهم من ذلك، قدرة اللاصقة – التي تثبت على بصيلة للشعر – دقيقة للغاية في القياس، لذلك ليس هناك حاجة لتأكيد القراءات مرة أخرى عن طريق أخذ عينات من الدم .
وأكد العلماء على دقة هذة اللاصقة التي تم اختبارها بصورة أولية على جلد مجموعة من الخنازير، حيث لوحظ تمكنها من تتبع مستويات الجلوكوز في الدم، فضلا عن قدرتها على تتبع مستويات السكر بدقة عالية بين مرضى السكر.. كما وجدت الاختبارات الإضافية التي أجريت على المشاركين الأصحاء أن التصحيح كان قادرا على تتبع مستويات الجلوكوز بدقة خلال فترة 6 ساعات .
ويأمل العلماء البريطانيون في تمديد فترة مراقبة الجلوكوز إلى 24 ساعة، بالإضافة إلى تحسين عدد أجهزة الاستشعار المزودة بها اللاصقة لمزيد من الدقة .
فقد أثبتت الأبحاث الحديثة- التي شارك فيها البروفيسور«ريتشارد جاى» الأستاذ في قسم الصيدلة في جامعة «باث» ونشرت نتائجها في عدد أبريل من مجلة «نيتشر نانوتكنولوجى»- أن آلية وخز الإصبع لأخذ عينة لقياس مستوى السكر في الدم بين المرضى باتت استراتيجية غير مجدية لرصد نسبة الجلوكوز في الدم، وذلك في سلسلة من الاختبارات التي أجريت على جلد كل من الخنازير والإنسان.
وتشير التقديرات إلى أن حوالى 30.3 مليون شخص في الولايات المتحدة، يتعايشون مع مرض السكر وهناك 1.5 مليون حالة جديدة يتم تشخيصها كل عام ..، ويعد مرض السكر النمط الثانى الشكل الأكثر شيوعا بين مرضى السكر، حيث يمثل ما بين 90 – 95% من جميع حالات الإصابة..وتنجم الإصابة بالمرض عندما تختل قدرة الجسم على تمثيل الإنسولين بشكل فعال، فضلا عن إخفاقه في إنتاج هرمون الإنسولين، مما يجعل مستويات الجلوكوز في الدم ترتفع بمعدلات كبيرة للغاية.. ولإدارة الحالة بشكل فعال، يحتاج مرضى السكر إلى مراقبة مستويات جلوكوز الدم لديهم بانتظام، وهذا ينطوى على ضرورة استخدام جهاز لقياس نسبة الجلوكوز في الدم، والذى يختبر بقطرة من الدم من وخز إبرة .
ويعتمد تواتر اختبار مستويات الجلوكوز في الدم على نوع من مرض السكر ونوع الدواء الذي يستخدمه المريض.. ولكن الاختبار اليومى- الذي قد يصل إلى 10 مرات في اليوم للأشخاص المصابين بالنمط الأول من مرض السكر- يعد أمرا شائعا.
ويمكن أن يكون هذا النوع من الاختبار عبئا على مرضى السكر، وذلك في الوقت الذي أظهرت فيه الأبحاث أن الخوف من الوخز بالإبر، وتكلفة شرائط الفحص، فضلا عن إزعاج عملية المراقبة الذاتية كلها عوائق قد تحول دون التحكم الجيد في مستويات الجلوكوز في الدم.. وعلى هذا النحو، يسعى العلماء البريطانيون إلى إيجاد طريقة غير موسعة لمراقبة مستوى السكر في الدم.