أوضح المهندس محمد أبوسعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، أنه «أثيرت مؤخرُا أخبار حول الأعمال التي تتم في فندق الكونتننتال، بميدان الأوبرا بالقاهرة، والتي حملت في الكثير منها معلومات مغلوطة». وأضاف «أبوسعدة» في تصريحات صحفية، أن المبنى تراثي وليس أثريًا، وأنه «مسجل بقائمة المباني ذات القيمة المتميزة، ومسجل وفق القانون 144 لسنة 2006 كمبني تراثي برقم توثيق 03190000304 فئة «ج»، كما أنه يقع بنطاق منطقة ذات القيمة المتميزة «القاهرة الخديوية نطاق أ»، وحيث أنه قد قام الجهاز بإعداد دليل أسس ومعايير التنسيق الحضاري للمباني والمناطق التراثية وذات القيمة المتميزة، وحدد به أن المبنى التراثي فئة (ج): يتاح له قدر كبير من المرونة يصل إلى الهدم مع الاحتفاظ بالهيكل أو الواجهة الخارجية للمبنى فقط، وإعادة تأهيل أو إعادة بناء المبنى من الداخل كلياً، وهو ما يتبع بالعديد من الدول للحفاظ على طابع المناطق التراثية، وعليه قام الجهاز القومي للتنسيق الحضاري بتكوين أكثر من لجنة بناء على طلب المالك هدم العقار وتقديم تلك الطلبات للجهات الإدارية المعنية، واجتمعت آراء اللجان أن المبنى يعاني من تدهور شديد ويجب التدخل السريع للحفاظ على العناصر الأصلية بالمبني ومنها واجهة المبنى المطلة على شارع عدلي والتي تمثل قيمة معمارية». وأضاف أنه «بعرض الجهة الإدارية لطلب هدم المبني على اللجنة الدائمة لحصر المباني ذات القيمة المتميزة بالمنطقة الغربية وهي اللجنة التي قامت بتسجيل المبني، أوصت اللجنة بالتالي: أولا- الموافقة على هدم المبنى مع الحفاظ على الواجهة المطلة على شارع عدلي واستمرار تسجيل الواجهة بسجل المباني ذات الطراز المعماري المتميز برقم التوثيق المدون. ثانيا- عند إعادة البناء يتم الاحتفاظ بالنمط المعماري الحالي في باقي واجهات المبنى، كما يتم الحفاظ على الحدود الخارجية للمسقط الأُفقي foot print . ثالثا – يُراعى أن يتضمن التصميم الجديد قاعات داخلية تُسمى بنفس المسميات السابقة مع الحفاظ واستخدام الجداريات الحالية في مواقع مناسبة. وبناء على تقدم المالك بطلب بهدم المبني وتفعيل ما أوصت به اللجنة الدائمة للحصر، طلب الجهاز اعتماد مشروع التطوير الابتدائي وكذلك الحل الإنشائي الذي من شأنه الحفاظ على واجهة المبني المطلة على شارع عدلي على اللجنة المشكلة لدراسة المشروع قبل إجراء أي أعمال في شأن الهدم، وانتهت اللجنة إلى أن المشروع يتوافق مع الاشتراطات الحالية للقاهرة الخديوية وما نصت عليه من آلية تعامل مع المباني ذات التصنيف «ج» على ألا يتعدى ارتفاع المبني ارتفاع الواجهة المطلة على شارع عدلي وتنفيذ كافة التوصيات السابقة، وأن يتوافق مع الطابع الأصلي للفندق. تم إنشاء الفندق عام 1870 وعرف بفندق «جراند كونتننتال»، والذي جاور فندق «شبرد» حيث لم يفصل الفندقين سوي شارع فؤاد «26 يوليو حاليا»، وعُدّ الفندق في ذالك الحين أحد المشاريع الهامة بنطاق القاهرة الخديوية والتي أنشأها الخديوي إسماعيل وفق تخطيط متميز ومواكب لاحتفالات افتتاح قناة السويس، وقد صمم الفندق على الطراز الكلاسيك المنتشر في ذلك الوقت والمماثل للفنادق الأوروبية، وكان يميز الفندق الموقع الفريد حيث يطل على حديقة الأزبكية والأوبرا الخديوية في ذلك الوقت، وكان يتميز الفندق بوجود تراس يطل على حديقة الأزبكية وحديقة خلفية تشغلها حاليا محلات ممر الكونتننتال.
