انقسام أوروبي حول الاعتراف بفلسطين في الوقت الحالي

قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس «أبومازن»، مساء أمس، في كلمة أمام وزراء الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل،: «نطالب دول الاتحاد الأوروبي ال28 الاعتراف بدولة فلسطين»، مؤكدا أن هذا الاعتراف لن يكون عقبة في طريق المفاوضات للوصول إلى السلام، موضحا أن الاعتراف يشجع الشعب الفلسطيني على المحافظة على الأمل بأن هناك سلاما قادما، ومفاوضات بإشراف دولي.
وأكد أن السلطة تلتزم بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، مطالبا إسرائيل بتنفيذ ما عليها من التزامات، قائلا: «بنينا مؤسساتنا الكاملة ونريد أن نحافظ على المؤسسات بكل ما أوتينا من قوة حتى نصل إلى حل الدولتين».
وطالب «أبومازن» بتطبيق قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة المتعلقة بفلسطين واحترام إسرائيل للقرارات الدولية الموقعة من أجل تطبيقها على الأرض، حتى لا تبقى أوراقا محفوظة في سجلات الأمم المتحدة.
وحذر «أبومازن»، من قطع المساعدات الأمريكية عن وكالة الأنروا للاجئين الفلسطينين، موضحا أن قطع المساعدات تعني ترك الناس ليلاقوا مصيرهم والانضمام للتنظيمات الإرهابية أو أن يهاجروا إلى دول لا ترغب في استقبالهم.
وبشأن المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية، أكد عباس، الالتزام بالوصول إليها، من جانبها أكدت فيديريكا موجريني مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعمه للفلسطينيين، قائلة: «أطمئن أيها الرئيس بأن دعمنا المادي وغير المادي للفلسطينيين سيبقى مستمرا»، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي سيعمل مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لاستئناف المفاوضات.
على الجانب الأوروبي، قالت الصحفية البلجيكية لورانس بريسكس في صحيفة «لوسوار» البلجيكية والتي حضرت اللقاءات الهامشية لاجتماعات «أبو مازن مع قادة الاتحاد، إن الرئيس "أبومازن" اتفق معهم على دعم الأنروا والسلطة لمواجهة ترامب، مشيرة إلى أنهم مرحبين بتلك الخطوات من أجل حل الدولتين.
وقال وزير التعاون والتطوير بالاتحاد الأوروبي، ألكسندر دي كرون، بحسب الصحيفة إن الاتحاد الأوروبي سيقف مع فلسطين، موضحا أن قرار قطع أمريكا المساعدات عن الأنروا قد سيتسبب بالضرر على اللاجئين الفلسطينيين، موضحا أن بلجيكا بدعم من الاتحاد الأوروبي ستحاول الحفاظ وحماية هؤلاء اللاجئين.
وقال المفكر السياسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، فيليب رينيه، «ليس هناك حرج للاعتراف بدولة فلسطيني، ولكنه أوضح أن تمسك "أبومازن" بالاعتراف السريع أمر جيد، آملآ أن يتم استئناف المفاوضات بأسرع قت من أجل الاعتراف بالدولتين وإنهاء الصراع.
أما السياسي البلجيكي، ديدييه رايندرز، أكد ان طلب «أبومازن» بالاعتراف السريع شىء غريب، قائلا: «لا شىء يأتي بسرعة في الوقت الحالي ولكنا أوروبا ستلعب دورا في استئناف الصفقات المقبلة بين السلطة وإسرائيل.
وأشار إلى أن القرارات السيادية للاتحاد الأوروبي لا يتدخل بها أحد، موضحا أن الاعتراف بفلسطين ليس في جدول الأعمال الأساسي لأوروبا، لكنه أوضح أن الدول ال28 يجب أن تأخذ وقتها لحل المسألة من أجل إيجاد نهج منسق للوصول لحلول مرضية.