دبلوماسيون سابقون: التصعيد السودانى غير مبرر.. وعلى مصر التصدى له

اعتبر عدد من الدبلوماسيين السابقين أن التصعيد السودانى بسحب سفيره فى القاهرة للتشاور غير مبرر، مؤكدين أن مصر تحرص على علاقاتها مع الشعب السودانى.
وقال الدكتور سيد فليفل، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب، إن البرلمان سيترك للدبلوماسية المصرية التأكد من سبب هذه الخطوة، ومن الحكمة عدم اتخاذ البرلمان خطوات تصعيدية. وأضاف «فليفل»، فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»: ما حدث مسلسل مستمر من التصعيد خلفه أهداف غير واضحة، وتصرفات الجانب السودانى لا تليق بحجم العلاقات بين الشعبين، ولم يحدث أن مصر تطاولت على الإخوة فى السودان والقضية للأسف موصولة بالهدف الخفى وهو الضرر بمصالح مصر.
وقال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، إن استدعاء وزارة الخارجية السودانية سفيرها لدى القاهرة للتشاور، لا يعتبر تصعيدا دبلوماسيا، ولكنه استهجان لموقف الإعلام المصرى، مشيراً إلى أن العلاقات «المصرية- السودانية» مرت بين منحنى الصعود والهبوط عبر التاريخ، ثم تعود الأوضاع إلى طبيعتها. وأضاف «العرابى»، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أنه أثناء زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية للسودان، الأسبوع الماضى، لوحظ أن هناك غضبا شعبيا فى السودان، من الإعلام المصرى، خاصة عقب تسليم جزيرة «سواكن» السودانية إلى تركيا لتطويرها، موضحاً أن هناك تحفظا على بعض التصريحات ضد الرئيس السودانى عمر البشير، التى تم اعتبارها إهانة للرئيس، ولكن مصر قادرة على احتواء تلك الأزمات.
وقالت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، إن الخطوات التصعيدية الأخيرة من جانب السودان غير مبررة خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية السودانى السلبية تجاه مصر فضلاً عن قيام السودان بالتدخل فيما لا يعنيه بشكوى مصر فى الأمم المتحدة لرفض تسليم مصر جزيرتى تيران وصنافير للسعودية.
وأضافت أن ما قام به السودان أيضاً بإعطاء جزيرة سواكن لتركيا لإقامة قاعدة عسكرية تعتبر خطوة ضد الأمن القومى المصرى.
وتابعت: «مندهشة من القرار باستدعاء السفير ما لم يكن للتشاور كما أنه لا يستحق استدعاء السفير بسبب موضوع البنك الدولى كما يشاع فى وسائل الإعلام، وشخصياً لا أتصور أن هناك تصعيدا أكثر من القائم، فالسودان يسير بخطى إثيوبيا ويقف ضد مصالحه ومصلحة مصر كدول مصب فى قضية سد النهضة».
وقال محمد الشاذلى، سفير مصر الأسبق فى السودان، إن مصر سبقت ونفت المزاعم السودانية بخصوص البنك الدولى، مضيفاً أنه من حق مصر أيضاً أن تغضب فالسودان يختلق مشاكل وتمنح تركيا سواكن. وتابع: «تصعيد السودان غير مقبول ومصر تستخدم أقصى أساليب ضبط النفس الهدف وواضح أن هناك مخططا تقوده جهات غربية بدءاً من موضوع سد النهضة مروراً بالتصعيدات الأخيرة». وأشار إلى أن التصعيدات السودانية ستؤثر على مفاوضات السد، والسودان كشف عن وجهه الحقيقى بالتصعيد ضد مصر، لافتاً إلى أن مصر يجب أن ترد بكل قوة على هذه التجاوزات وعليها التصدى للتحرك السودانى الأخير.