بدأت جولة محادثات سلام جديدة بين النظام السورى والفصائل المعارضة، أمس، فى أستانة عاصمة كازاخستان، بهدف المساهمة فى التوصل إلى حل للنزاع عبر إحراز تقدم ملموس فيما وصلت العملية السياسية فى جنيف إلى طريق مسدود بعد 8 جولات بين طرفى الأزمة. وقال متحدث باسم وزارة خارجية كازاخستان، إن وفود الدول الراعية للمحادثات، روسيا وإيران وتركيا، وممثلين عن النظام السورى ووفد من المعارضة يضم 20 شخصا وصلوا إلى أستانا للمشاركة فى المحادثات التى تستمر يومين، وأعلنت الوزارة أن المحادثات ستركز على مصير المخطوفين والمعتقلين وإيصال المساعدات الإنسانية وسير عمل مناطق «خفض التوتر»، وتتواصل المحادثات اليوم، يعقبها صدور بيان ختامى اليوم، بعد وصول المبعوث الدولى إلى سوريا ستيفان دى مستورا للمشاركة فى المحادثات، بعد أن بحث دى ميستورا تطورات الأزمة السورية مع وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف ووزير الدفاع سيرجى شويجو فى موسكو. وبدأت الدول الضامنة بلقاءات ثنائية مغلقة بين الوفود المشاركة فى فندق «ريتز كارلتون» بأستانة، حيث جمع لقاء بين الوفدين التركى والروسى، والتقى الوفد الروسى، وفد النظام السورى والوفد الإيرانى، واجتمع ممثلو النظام السورى برئاسة بشار الجعفرى صباحا مع الوفد الإيرانى وأجرت المعارضة لقاءات فى مقر إقامتها مع وفود الدول المشاركة، ومن بينها وفود من الأممالمتحدة والأردن وأمريكا كمراقبين، وممثلين عن الدول الأوروبية وغيرها، وذكرت مصادر مطلعة أن الأجندة الأساسية تتضمن 4 قضايا، هى المعتقلون، وإزالة الألغام، وتعزيز مناطق خفض التوتر، فضلًا عن بحث مؤتمر سوتشى المقرر عقده برعاية روسية للحوار السورى بداية العام المقبل. وتجرى المحادثات بعد أكثر من أسبوع على إعلان الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، سحب الجزء الأكبر من القوات الروسية المنتشرة فى سوريا بعد إعلان «التحرير الكامل» لسوريا من تنظيم «داعش»، كما تأتى بعد أسبوع على فشل آخر جولة مفاوضات حول سوريا فى جنيف، إذ اتهم دى مستورا الحكومة السورية بإفشال هذه المفاوضات عبر رفضها إجراء محادثات مباشرة مع المعارضة وتوصلت روسيا وإيران وتركيا فى مايو الماضى، إلى اتفاق لإقامة 4 مناطق خفض توتر فى إدلب وحمص والغوطة الشرقية قرب دمشق وجنوب غرب سوريا، مما ساهم فى تراجع أعمال العنف بشكل كبير، فيما تعول موسكو على انعقاد مؤتمر الشعوب السورية بمشاركة كل الأطياف بمن فيهم الأكراد، وهو ما ترفضه تركيا، وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمترى بيسكوف، إنه لم يتحدد موعد بعد لانعقاد مؤتمر السلام السورى. وعلى صعيد متصل، صدق مجلس الدوما الروسى، على الاتفاقية الروسية- السورية حول توسيع مركز إمداد الأسطول الروسى فى ميناء طرطوس السورى لمدة 49 عاما، وكان بوتين أحال الاتفاقية إلى المجلس للمصادقة عليها، وتنص على توسيع مركز الإمداد التقنى للأسطول الروسى فى طرطوس، ونشر نص الاتفاق فى 20 يناير الماضى، ويستمر ل 49 سنة، ويجدد تلقائيا كل 25 عاما، إلا إذا وقع خلاف بين الجانبين، وهو اتفاق دفاعى، وليس موجها ضد بلدان أخرى، ويسمح بوجود 11 سفينة حربية روسية فى طرطوس فى نفس الوقت، بما فيها السفن التى تعمل بالطاقة النووية.
