هل تلجأ واشنطن ل«خصخصة المخابرات الأمريكية»؟

تتساءل الأوساط المعنية بشؤون الأمن والاستخبارات في الولايات المتحدة عما إذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تسعى إلى استنساخ تجربة مكاتب التحريات وشركات الأمن الخاصة وكذلك شركات المقاولات الدفاعية الخاصة مثل «بلاك ووتر»، وتطبيق التجربة على نشاط وكالة الاستخبارات المركزية سى آى إيه، وذلك بعد ان أبدت تلك الشركات الأمنية والدفاعية الخاصة نجاحا في تعزيز قدرة مؤسسات الدولة الرسمية في الولايات المتحدة على تنفيذ مهام جسام داخل وخارج الأراضى الأمريكية .
وكشف موقع Buzz Feed News الإخبارى الأمريكي عن مقترحات يدرسها البيت الأبيض حاليا ل«خصخصة» العمليات الخارجية السرية للمخابرات الأمريكية من خلال الاستعانة بشركات خاصة لتنفيذ العمليات السرية لل«سى آى إيه» حول العالم وإسناد مهام مخابراتية محددة إليها في إطار استراتيجية واحتياجات الأمن الأمريكى بطبيعة الحال.
وكشف الموقع كذلك عن اقتراحات قدمتها الاستخبارات الأمريكية في هذا الصدد لترامب الصيف الماضى يجرى دراستها في تكتم شديد، ونقلت عن مسؤولين في الادارة الأمريكية- رفضوا التعريف بهم- بأنه اذا ووفق على تلك المقترحات فسيكون النشاط المخابراتى الأمريكى حول العالم «غير تقليدى»، وسيعتمد على شبكات تخابر معقدة من الاتصالات والأعمال تقوم بها شركات خاصة تكون قادرة على النفاذ إلى مناطق العمل التي يصعب على الاستخبارات الأمريكية اختراقها بالطرق المعتادة أو في مناطق ينظر فيها إلى التواجد الأمريكى بأنه «معاد» من حيث الأساس أو تلك التي لا يسمح للولايات المتحدة بالعمل فيها اصلا ككوريا الشمالية.
وسيكون للشركات الخاصة التي سيعهد لها بمباشرة التخابر لحساب الولايات المتحدة الحق في فرز وتجنيد عملائها المحليين وسيكون من مهامها تنفيذ العمليات النفسية والايقاع بالعناصر الارهابية وكذلك الحق في تسليمهم إلى الولايات المتحدة أو إلى أي بلد اخر تشير به الإدارة الأمريكية، وفى هذه الحالة ستصب اية نجاحات تحققها شركات التخابر الخاصة في مصلحة الإدارة الأمريكية اما الاخفاقات فإنها لن تكون محسوبة رسميا على الولايات المتحدة.
وبحسب الموقع الإخبارى الأمريكى، فإن دول العالم التي تعانى من التطرف الإسلامى ستكون موضع الاستهداف الأول لعمل شبكات المخابرات الأمريكية الخاصة، مشيرا إلى شركة امريكية خاصة تعمل في مجال جمع المعلومات الاستخبارية وتدعى مجموعة أمينتورAmyntor Group، وتوجد في ولاية مونتانا بشمال غرب الولايات المتحدة .
وأضاف أن هذه الشركة الخاصة هي الأكثر شهرة في مجالها وأنها حاصلة على ترخيص رسمى بالعمل في مجالات الأمن والتحريات الخاصة والتدريب الأمنى وتقييم المخاطر وجمع وتحليل المعلومات، كما يعمل بهذه الشركة نخبة من ضباط الاستخبارات المتقاعدين في الولايات المتحدة من رجال المباحث الفيدرالية السابقين، وتقدم خدماتها وبخاصة في مجال مكافحة التجسس والتحليل المعلوماتى والتأمين ضد الخروقات لعدد من الهيئات الحكومية الأمريكية ولهيئات حكومية في بلدان صديقة للولايات المتحدة .
وكشف الموقع الاخبارى الأمريكى أن البيت الأبيض على اتصال بمسئولى هذه الشركة للاستماع إلى مقترحات لتفعيل العمل المخابراتي الأمريكى في المرحلة القادمة والخروج به من دائرة التقليدية المعتادة إلى آفاق جديدة من العمل الأكثر جرأة وانفتاحا على تقبل النقد .
وأشار إلى أن الناطق باسم أمينتور رفض التعليق على الأمر تفصيليا، لكنه أكد حقيقة توجه البيت الأبيض إلى دراسة مقترحات خصخصة أنشطة الاستخبارات الخارجية كخيار للتطوير.
ويقول المراقبون إن هذا التوجه يعكس عدم رضاء كامل من جانب ترامب عن أداء الاستخبارات المركزية التي تعهد مديرها مايك بومبيو قبل أيام بتطوير نشاطها ليكون أكثر «جرأة» و«مباغتة» بما يساير نهج العمل الجرىء الذي تتسم به إدارة الرئيس الأمريكي.